أيام قليلة وينتهي شهر رمضان الكريم، بقدوم عيد الفطر المبارك، بينما يستعد العديدون لصيام "الستة البيض" في شهر شوال المقبل، إعمالا بالسنة النبوية، فيما يقرر البعض جمعها مع الأيام التي لم يتمكنوا فيها من الصيام برمضان، سواء لأسباب مرضية أو للعذر الشرعي، والذي يثير جدلا متكررا كل عام. وعبر موقع دار الإفتاء المصرية، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، إن الأيام البيض هي "أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، سُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه، فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازا، وقد جاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: (صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ) رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري". وأضاف جمعة، في رده على إحدى الفتاوى، أن الأيام الستة من شهر شوال، فهي تلك الأيام من شوال، التي يُندَب صيامُها بعد شهر رمضان ويومِ الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. وفيما يخص نية صيام قضاء الأيام الواجبة من رمضان والستة أيام من شوال، أوضح أنه: "إن استطاع المسلم قضاء ما عليه من رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل؛ لحديث: "دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى" متفق عليه، ويمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية، ويحصل بذلك على الأجرين، والأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء بشرط الانتهاء من أيام القضاء قبل حلول رمضان التالي". وأشار مفتي الديار السابق إلى أن نية صيام الستة الأيام يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها، ما لم يكن أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بعامة، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر. كما أكدت دار الإفتاء في ردها على فتوى أخرى بهذا الشأن، بأنه يجوز شرعا الجمع بين نية الأيام القضة مع الستة من شوال، إلا أن الأكمل والأفضل صوم القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو العكس.