"أنتَ متسلط".. "أنتِ كئيبة".. "أنتَ لا تستطيع أن تقوم بما أقوم أنا به".. "أنتِ لا تجيدين القيادة".. يوجد صراع دائم بين "هو" و"هي"، ويتسابق كلا الطرفين في توجيه الاتهامات والانتقادات للطرف الآخر، لكن قليلاً ما يهتم أحد الطرفين بالنظر إلى حقائق توضح الاختلافات بين الرجل والمرأة، فهل إذا نظرنا إلى بعض تلك الحقائق، سنتوقف عن اتهام الطرف الآخر ونغيّر طريقة تعاملنا معه؟ بالنظر إلى الإحصائيات العالمية، سنجد الآتي: تشير جميع الإحصائيات إلى أن المرأة تهتم بالقراءة أكثر من الرجل، كما أنها تُقبل على شراء الكتب بكثرة أكثر من الرجل، ووفقًا لتقارير باحثين أمريكيين في ديسمبر 2013، فالمرأة هي الأكثر تفوقًا في إنجاز مهام مختلفة في الوقت ذاته، ولذلك فهي تحتاج للنوم أكثر من الرجل، كما أن الرجل يميل إلى تأجيل المهام أكثر من المرأة. كما أن المرأة لديها قدرة على التسامح أكثر من الرجل، وأظهرت دراسة أمريكية أخرى أن النساء يعتذرن أكثر من الرجال، أما الرجال فلا يعتذرون كثيراً. وأظهرت دراسة ألمانية أخرى لمقارنة الثقة بالنفس أن النساء يعانين أكثر من الرجال من حالات اليأس والخوف من الفشل، ويصبن بالإحباط عند مواجهة الانتقادات. وجزم تقرير علمي أمريكي ركز على دراسة الصحة العقلية لدى الرجال والنساء، بأن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد بنسبة الضعف تقريباً، كما تتعرض لنوبات القلق أكثر من الرجال بنسبة الضعفين إلى ثلاثة أضعاف، كما أن النساء تميل إلى الانتحار أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف، كما أن المرأة أطول عمرًا من الرجل، وأكثر تمسكًا بالعائلة من الرجل، بينما كشفت تقارير صحفية ل"بي بي سي" أن الرجال هم الأكثر ميلاً إلى الخيانة من النساء. وعلى جانب آخر، نجد أن هناك اختلافات بين الرجل والمرأة من الناحية العلمية، ما ينعكس على تصرفات كلاهما، فالمرأة تتكلم أكثر مما تسمع، بينما العكس يحدث مع الرجل، حيث نجد أن المرأة تتكلم حوالي 14000 كلمة في اليوم، بينما الرجل يتكلم 8000 كلمة في اليوم، ونجد أيضًا أن المرأة تبتسم في المتوسط 62 مرة في اليوم، بينما يبتسم الرجل حوالي 8 مرات فقط في اليوم، كما نجد أيضًا أن المرأة في العموم تتفوق على الرجل في التخصصات العلمية، بينما الرجل يتفوق على المرأة في الرياضيات خاصة، والرجل أيضا هو الأكثر تركيزا من المرأة، أما بالنسبة لتعلم اللغات وقوة الذاكرة فالمرأة هي الأكثر تفوقاً، كما أن المرأة الأكثر تمييزا للألوان. وهناك من يعتقد أن الرجال أكثر تحملاً لظروف المناخ، لكن الحقيقة غير ذلك فقد وجد أن طبقة الشحوم التى تغطى جسم المرأة كذلك التفاعلات الكيميائية ونشاط الغدد عند المرأة يجعلها أكثر قدرة على تحمل الجو القاسي، كما أن النساء تميل إلى استخدام لغة الجسد كثيراً. أما بالنسبة لتصديق الخرافات، فنجد أن في مصر، تميل النساء إلى تصديق الخرافات مثل أن الخرز الأزرق يحمي من الحسد، وأن صوت الغراب يدل على الخراب، وأشياء من هذا القبيل. على جانب آخر هناك اعتقادات خاطئة حول بعض نقاط الاختلاف في السلوك بين الرجل والمرأة، فالبعض يلجأ إلى التعميم في الحكم على طرف معين بناء على ما هو سائد في المجتمع. فوفقاً لاستطلاع رأي أجريناه على شريحة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 26 عاما، أجَزم الجميع أن النساء غير ماهرات على الإطلاق في القيادة، بينما أكدت بعض الدراسات الحديثة عكس ذلك. ففي أمريكا أثبتت دراسة أن حوالي 80% من حوادث السير سببها سائقون ذكور، وفي لندن أجريت دراسة أخرى لتحديد أي من الجنسين الأكثر مهارة في ركن السيارة؛ وذلك عن طريق مراقبة 2500 سائق من الجنسين في 700 ساحة وجراج لوقوف السيارات لمدة شهر. وأثبتت تلك الدراسة أن المرأة أكثر مهارة في القيادة من الرجل. كما أوضح الاستطلاع الذي أجريناه أن النساء يلجأن إلى الكذب أكثر من الرجال، في حين كشفت دراسة بريطانية أن الرجال هم الأكثر ميلا للكذب من النساء. حيث اتضح عن طريق إجراء الدراسة على 3000 شخص أن الرجال يكذبون حوالي ثلاث مرات في اليوم بما يعادل 1092 كذبة في السنة، بينما تكذب المرأة أكثر من 728 مرة في السنة أي نحو مرتين في اليوم، والجدير بالذكر أن نسبة الاعتذار عند المرأة أكثر منها عند الرجل وفقا لدراسة أمريكية. ويذكر أن 82% من النساء يشعرن بالذنب وتأنيب الضمير بعد قيامهن بالكذب، في حين أن 70% من الرجال فقط يشعرون بذلك. كما بيّن الاستطلاع الذي قمنا به أن المرأة هي الأكثر حفاظا على الأسرار من الرجل، بينما أوضحت الإحصائيات العالمية أن الرجال يتفوقون عن النساء في مسألة الحفاظ على الأسرار. في النهاية مهما اختلف البعض حول مدى كفاءة طرف ما مقابل الطرف الآخر، فالأمر بينهم لم يكن يوما حربا كما يزعم البعض أو يزعمون هم أنفسهم. بل إن لحكمة خلق الله الطرفين، وميز بعضهم عن بعض في أشياء وصفات مختلفة ليكملوا بعض؛ وليس لينافسوا فيما بينهم أيهم الأفضل.