ذكر شهود عيان أن صدامات جرت في البحرين بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هذه المملكة الخليجية التي تحكمها أقلية سنية، مشيرين إلى سقوط جرحى. وقال الشهود إن المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة في المنامة وشوارع القرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات أطلقتها حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات. وأضافوا أن المتظاهرين ارتدوا أكفانا فيما غطى بعضهم وجوههم، في تظاهرات رددوا خلالها "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وتابع الشهود العيان أن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، ما أوقع عدة اصابات لم تصدر حصيلة بشأنها. من جهته، دعا ائتلاف شباب 14 فبراير وهو مجموعة متطرفة، أنصاره إلى تظاهرات غضب بعد ظهر الجمعة باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا لانطلاق حركة الاحتجاجات في 2011 قبل أن تقمعها السلطات بقوة. وقال الشهود إن الشرطة البحرينية انتشرت بشكل مكثف في الشوارع ومداخل القرى الشيعية، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، وتشهد القرى الشيعية تحليقا مستمرا للطائرات العمودية التابعة للشرطة. وكانت تظاهرات في القرى الشيعية أدت أمس إلى اعتقال 29 بحرينيا شيعيا اتهمتهم وزارة الداخلية "بالتسبب في أعمال شغب وتخريب"، كما ورد في بيان للوزارة. وأكدت الوزارة في البيان أن "المؤسسات عملت بشكل طبيعي، وبشكل عام توجه المواطنون إلى أعمالهم بشكل طبيعي". ودعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية اليوم، إلى اتخاذ "إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة". وكانت المعارضة البحرينية دعت كذلك إلى مسيرة كبرى السبت المقبل في شارع البديع الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن المنامة. وتشهد البحرين منذ 14 فبراير 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم آل خليفة. ولم يسفر الحوار الوطني الذي أطلق قبل سنة لإخراج البلاد من الأزمة إلى أي تقدم ملموس، وقد تم تعليقه بعد انسحاب الأطراف. وعلى الرغم من مبادرة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ما زال الحوار في طريق مسدود بعد جولتين منه. وقد تجاهل والده الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب اليوم، في الذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني، ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية. وكان هذا الميثاق ثمرة عملية انفتاح سياسي بدأها الملك وأدت في 2002 إلى إعادة البرلمان المنتخب بعدما تم حله في 1975. وقال ملك البحرين في كلمته إن "يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير"، مؤكدا أن "الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت". ودعا الجميع إلى "المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية". وتابع: "هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل".