في الحلقة السابقة، قضى "بطلنا" 3 ساعات مع "صديقته" القديمة الحديثة، عاشا خلالها في عالمهما الخاص.. تجاذب أطراف الحديث، وظلا هكذا حتى حل الظلام، فاستأذنت وذهبت، ليخلف غيابها وحشة غريبة داخل نفسه، شعر خلالها وكأن سنوات مرت على آخر لقاء وليس ساعات، لكن ما طمئنه هو اتفاقهما على اللقاء في اليوم التالي. قبل أن يذهب إلى بيته، قرر أن يسير عندما حل الظلام على الشاطئ، وشعر أن هناك حالة من الرعب تخيم على المكان، فمن عاداتهم أن الليل مكان للراحة، ومن الصعب أن تجد أحدًا يسير في الطرقات والشوارع بعد السادسة أو السابعة، فتمنى لو أنه لم يقرر مثل تلك القرارات المفاجئة. ولم يستمر طويلًا ثم رجع إلى البيت، وظل طوال الوقت يفكر فيها، وكأنه نسي عقله، ظل مستيقظًا حتى الساعة الرابعة فجرًا، لم يخيم النوم عليه حتى وإن كان خيم على كل المحيطين حوله ،ولكنه مثل الشمعة التي تظل مضيئة، رغم الهواء الذي يطفئ جميع الشموع التي حوله.. وهنا نجد قوة الحب، عندما نحب تفرز طاقة غريبة تجعلنا نشيطين آلاف المرات عن الأيام العادية. خطفت النوم من عينيه، ولكن ليته هو الوحيد كذلك، فهي تشعر به أيضًا.. تحاول النوم ولكن من طول تفكيرها فيه، تنام تارة وتستيقظ تارة.. النوم المتقطع الذي يدل على القلق أو الانشغال بالتفكير فيه، تحاول أن تنام ولكن النوم ضعف أمام قوة الحب، فلم يحاول حتى أن يجرب النوم. ظل مستيقظًا حتى اليوم التالي متناسيًا الميعاد المنتظر، ولكن هو ليس مشكلة بالنسبة له، فالقوة الموجودة تحمله أن يكون مستيقظًا يومين على الأقل أو ثلاثة أيام.. حالة غريبة لا يشعر بها إلا من جربها فعلًا.. أنا لا أعني كلمة حب ولكن أعني معنى الحب، بما فيه من تضحية وكرامة واحترام ورغبة، وعدم القدرة على العيش دون الطرف الآخر.. فبدون الحب في الحياة، لما كان للحياة معنى. ولكن عندما اقتربت الساعة من السابعة صباحًا، نام قليلًا ولكن على كرسيه الذي ظل حاملًا إليه أفكار العاشق.. لو كان الجماد يتكلم لبكى من قوة الإحساس الذي يشعر به العاشق. استيقظ بعد الظهر بساعة، وشعر كأنه فاته قطار الحب، مع إن مقابلته إليها في الثالثة، ولكن لا يدرك قيمة الوقت إلا عاشق.. استعد لكي يصل قبلها، ولكن المفاجأة أنه ذهب وجدها تسبقه.. ذهل أولًا لأنه لم يتوقع أن تأتي قبله وتنتظره. وعندما أتى، نظر إلى عينيها، فعرف أنها متعبة ومرهقة من يوم عصيب، فسألها ما بكِ؟ قالت إنها كانت قلقة جدًا، ولم تستطع النوم ليلة البارحة، وقال لها انه أيضًا لم يغلب عليه النعاس إلا ساعات قليلة، بينه وبين نفسه شعر أنه يريد أن يقول لها أو يصرح لها بإعجابه بها، وأنه يريد الارتباط بها، خاصة بعد إحساسه أنها تشاركه نفس الإحساس. وبالفعل قال لها كل شئ، ولكي أصف لكم شعورها، فهي كانت بالأصل متعبة بسبب الليلة الماضية، ولكن عندما سمعت تلك الكلمات الجميلة ازداد التعب.. لكن كيف؟.. فكلمات بسيطة تذهب إلى القلب مباشرة، تكون مصدرًا للسعادة وليس التعب.