«إهداء إلى عشاق الحرية والعدالة فى كل زمان ومكان أهدى هذا الجهد المتواضع».. كلمات تصدر بها الكاتب وحيد حامد نسخة فيلمه «البرىء»، الذى مُنع عرضه 19 سنة بأمر الدولة، لكنه خرج إلى النور بعد قرار بعرضه، وصف وقتها بالجرىء والقوى.. لم يكن «حامد» حالما حين قدم هذا الصراع بين الحرية والقمع بين طرفين أحدهما رسمى جاهل وآخر مستقل مثقف، لم تسمح عوامل الصراع وقتها بأن يضيف الطرف الثالث «الإخوان». الآن وبعد كل هذه السنوات لم يعد فى المشهد سواهم؛ إخوانى بالتنظيم أو الفكر، ومتظاهر بالثورة أو بالفلول، ومجند يحمل سلاحه أحيانا فى وجه الاثنين.. من آن لآخر يجتمع الثلاثة فى مواجهات قد تتحول إلى دامية، لكل منهم هدف يدافع عنه وحقيقة يؤمن بها، ونتائج قد تخرج عن إطار المتوقع والمرجو. فى مواجهاتهم ينسى الثلاثة هدفهم الأم «مصر» وينتصر كل منهم لأجندته؛ الإخوانى لجماعته وأهدافها، والمتظاهر لثورته التى يشعر أنها تُسرق منه، والمجند لأوامره العسكرية التى تغيرت من النقيض إلى النقيض منذ انطلاق الثورة وحتى الآن.. قد تضم الأسرة الواحدة الثلاثة بتوجهاتهم، وقد تضطر الأحداث السياسية والمواقف أبناء هذه الأسرة إلى هذه المواجهات، وقد يسقط أحدهم مصابا أو صريعا فى معركة الفكرة وبالأحرى معركة السيطرة. فى مظاهرات الأمس تبدلت المواقع، لم يستقر أى من الأطراف الثلاثة فى موقعه الطبيعى، عدا المجند، لم يتغير الموقع ولكن تغيرت الأهداف والآليات وبقيت الحيرة تقتله على مستقبل تلك التى جندوه من أجلها.