سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"تمرد" و"6 أبريل".. حركتان شبابيتان جمعتهما "الثورة" وفرقتهما "المصلحة" خبير سياسي يفسر سبب التفرقة: افتقاد النضج السياسي لتلك الحركات وعدم وجود ثقافة العمل الجماعي
تعددت "الحركات الثورية" والنهاية الانشقاق، حال حركتيّ 6 أبريل وتمرد، اللتين انشقتا بعد أن حصلتا على شعبية كبيرة في الشارع المصري، حيث اتجه نجمهما نحو الأفول.. كأنهما ظهرتا في فترة معينة للقيام بمهام معروفة. "خليك بالبيت"، كان أول شعار ظهرت به 6 أبريل، في 2008، عندما دعت لإضراب عام تضامنًا مع عمال المحلة، وكانت 6 أبريل أول حركة شبابية يسطع ضوؤها في وقت عرف فيه الضرب بالحديد والنار من قِبل الأجهزة الأمنية في العهد المباركي، بل وكانت لاعبًا أساسيًا في موجة الاحتجاجات التي شهدتها الثلاث سنوات السابقة للثورة، حيث كان أعضاء حركة 6 أبريل من أوائل المتقدمين لصفوف مظاهرات 25 يناير 2011. وبعد اندلاع الثورة شهدت الحركة أول انشقاق، مخلفة جبهتين تحملان نفس الاسم، عقب خلافات تنظيمية وسياسية كثيرة بين "الإبريليين"، منها مطالبة أحمد ماهر بإجراء انتخابات مبكرة، وفي نهاية 2012 تجدد الخلاف وانتهى بانشطار آخر وتكوين 6 أبريل "الجبهة الثورية"، وفي 17 أبريل أعلنا تأسيس 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" ب500 عضو. "افتقاد النضج السياسي لتلك الحركات وعدم وجود ثقافة العمل الجماعي، والطموح الذاتي للأعضاء، ضمن أسباب فشل تلك الحركات وعدم قدرتها على مواصلة أهدافها"، كما يرى الدكتور أيمن عبدالوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستيراتيجية، في تصريحات ل"الوطن". ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين أعضاء الحركة، منهم الناشط كريم صبري، مسؤول العمل الجماهيري داخل الحركة، الذي أعلن انسحابه من الحركة لاكتشافه أن هناك مجموعة من الخلايا النائمة داخل الحركة، بحسب وصفه، وقائدها أحمد ماهر، مؤسس 6 أبريل، وأنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين وأنه توجد "مصالح مشتركة" بين أحمد ماهر والجماعة. "غياب المؤسسية سواء لحركة تمرد أو 6 أبريل، لم تمتلكها تلك الحركات، لضمان الحفاظ على استمراريتها، منها انضمام شرائح جديدة، لتجديد دماءها"، كما يؤكد عبدالوهاب. أما عن حركة "تمرد"، فقد كانت بمثابة الفتيل الذي أشعل الاحتجاج ضد حكم الإخوان، وعزل محمد مرسي، بدأت بمؤتمر صحفي في مركز "نبض الحياة" دعت إليه حركة كفاية يوم 26 أبريل الماضي، من خلاله أعلنت كفاية عن إطلاق حملة جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس المعزول، والدعوة لعقد انتخابات رئاسية جديدة. وبعد أيام قليلة، حقق اسم "تمرد" شهرة إعلامية، وتصدّرت النشرات القصيرة والصفحات الأولى للصحف، وبعد أسابيع أخرى وفي يونيو من العام نفسه، صار اسم تمرد والأرقام التي تعلنها حول عدد التوقيعات الرافضة لحكم محمد مرسي وإخوانه، ضيفًا مقيمًا في مانشيتات الصحف الرئيسية، وتحوّل نشطاؤها ورموزها- منهم محمود بدر- إلى قيادات سياسية تنتظر الصحف تصريحاتهم ورؤاهم السياسية. "كلا الحملتين ظهرت في وقت الناس فيه زهقت من حكم مبارك ومرسي، الظروف كانت متشابهة، وكان الهدف كبير وهو إسقاط حكمهما، وبعد أن حققوها، انتهى وجودهم في الشارع"، هكذا يقرأ الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الشهور القليلة الماضية من عمر تمرد. انشقاق تمرد يقترب بها من نفس مصير حركة "6 أبريل"، بسبب الخلافات حول دعم مرشح بعينه، المشير عبدالفتاح السيسي أم حمدين صباحي.. "من الضروري صياغة أهداف كبيرة منها إنشاء حزب، والانخراط سياسيًا في المجتمع مرة أخرى"، بحسب العزباوي.