كعادتي أعود من العمل وأنا خائرة القوى، ورغم هذا أنهض من مكاني كالنحلة المنهكة لتستطلع مهامها بالبيت، وبعد تناول الغداء وغسل الأطباق والذي منه، وجدت زوجي يأخذ جنب عظيم مني، ومن أطفالي أيضًا. ويجلس زوجي، في امتعاض وتبرم يحتسي الشاي، ويطالع جريدته المفضلة، وأنا أحاول استطلاع السبب مثل طائرة حربية "تزن"، لكنه يلوذ بالصمت والنظرات الاستنكارية القاتلة، حتى فوجئت به ينفجر بوجهي وبأطفالي لأننا لم نقل له في عيد ميلاده "كل سنة وأنت طيب" رغم إن صفحته على ال"فيس بوك" يزخر بمئات التهاني، والتبريكات والورود والكعك الملون المزين بالورود احتفالا بعيد ميلاده الممنون. رغم التعب الذي هدّ حيلي، قمت من مكاني وصنعت له قالب من الكيك بالشكولاته، وزينته بالكريمة وحبات الفراولة الطازجة، لكن للأسف لم يتناولها واكتفي بالرد على التهاني على ال"فيس بوك" بينما أنا أتابع التهام أطفالي وهم يأكلون الكيك، وأنا أهيء نفسي للنوم لألحق قطار اليوم التالي من العمل وشغل البيت.