دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم، الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، إلى التوقيع فورا على الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة؛ بهدف التحضير في شكل أفضل لانسحاب قوة الحلف الأطلسي من أفغانستان مع نهاية هذا العام. وقام وزير الخارجية الألماني، اليوم، بزيارة مفاجئة لأفغانستان ألتقى خلالها كرزاي. وقال شتاينماير- في مؤتمر صحافي في العاصمة الأفغانية مع نظيره زرار أحمد عثماني- ينبغي توقيع الاتفاق الأمني الثنائي فورا، مضيفا "أبلغته أن من المهم بالنسبة إلينا أن يتم فورا توقيع هذا الاتفاق؛ لأن لدينا برامج تدريب لوضعها وهذه ليست عملية بسيطة، في إشارة إلى إبقاء جنود ألمان في أفغانستان بعد 2014. من جهته، أوضح وزير الخارجية الأفغاني، أن الاتفاق الأمني يمكن أن يوقع قبل انتخابات الخامس من إبريل إذا تم تنفيذ الشروط التي طرحها كرزاي، مضيفا "من مصلحة الشعب والحكومة الأفغانيين توقيع هذا الاتفاق". وكان وزير الخارجية الألماني زار في وقت سابق مزار الشريف في شمال أفغانستان حيث يتمركز معظم الجنود الألمان المنتشرين في أفغانستان والبالغ عددهم ثلاثة آلاف، فضلا عن كونها مقرا لقيادة القوة الدولية التابعة للأطلسي "إيساف". وصرح شتاينماير لدى وصوله إلى المدينة: "إنها سنة حاسمة لأفغانستان" وستشكل منعطفا للالتزام الألماني والدولي، مضيفا "لكننا لم نصل بعد إلى حيث كنا نتوقع قبل 12 سنة، لم نحقق كل ما تصورناه، واصفا التدخل الدولي بانه ناجح وموضحا أن أفغانستان لم تعد معسكرا لتدريب الإرهابيين. وهي أول زيارة للوزير الاشتراكي الديموقراطي منذ انضمامه إلى الحكومة الائتلافية الجديدة التي شكلتها المستشارة، أنجيلا ميركل عقب الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر الماضي. وقررت الحكومة الألمانية الأربعاء تمديد مهمة قواتها في هذا البلد لمدة عشرة أشهر تنتهي في نهاية 2014. ولا يزال هذا التمديد بحاجة لمصادقة مجلس النواب الألماني. ويتيح هذا الاتفاق الأمني الثنائي إبقاء كتيبة أمريكية تضم نحو عشرة آلاف عنصر على الأراضي الأفغانية بعد انسحاب قوة الأطلسي. لكن الرئيس الأفغاني اشترط لتوقيع الاتفاق إطلاق عملية سلام فعلية مع متمردي طالبان، معلنا أنه قد يترك لخلفه الذي سينتخب في الخامس من إبريل المقبل أمر التوقيع. وترى واشنطن أن هذا التأخير يجعل تطبيق الخطة الأمريكية لإبقاء قوات في أفغانستان ما بعد العام 2014، أكثر صعوبة، علما بأن عدم توقيع الاتفاق قد يدفع بقية دول التحالف إلى إعادة النظر في دعمها لأفغانستان.