بعد موقف ترامب من الإخوان.. سياسيون وخبراء: يراوغ بعد الضغوط العربية

تباينت مواقف السياسيون وخبراء الإسلام السياسي تجاه موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإصراره على إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ما بين مرحب بالقرار ومتشكك في اتخاذ الإدارة الأمريكية له من الأساس، نظرا لعمق العلاقة بين الجماعة وأمريكا.
وقال خالد الزعفراني خبير الإسلام السياسي، إن التغيرات في الموقف الأمريكي تجاه جماعة الإخوان ظهرت بعد المواقف المتشددة تجاه الجماعة في فرنسا وألمانيا هذه الأيام، وإن الإخوان نجحت في إقناع الغرب وكثير من دوائر صنع القرار أنها جماعة معتدلة ووجودها ضروري لكبح الجماعات التكفيرية، ولكن الجميع اكتشف أن كل الجماعات التكفيرية بما فيها "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام"، بدأت من فكر سيد قطب وتعد كتاباته وكتب الإخوان دستورا دائما وملهما لها في العنف.
وأضاف: "سيكون تأثير قرار أمريكا على الجماعة كبير جدا لأن القوي الإقليمية وجميع أجهزة المخابرات التي تقف خلف جماعة الإخوان تتأثر كثيرا بالموقف الأمريكي، فهناك دول في المنطقة على سبيل المثال لا يمكن أن تأخذ قرارها إلا بضوء من الموقف الأمريكي، فستتأثر تركيا وقطر قطعا بهذا الموقف، وسيطال اثر ذلك القرار الجماعة ومراكزها التابعة لها وتتبنى أفكارها حول العالم، وسيكون على الجميع أن محابرة فكر الإخوان".
وتابع بأنه على كل الأصعدة ستتأثر الجماعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فخلايا الإخوان الإلكترونية موجودة تعمل من دول جنوب شرق آسيا، وبعد القرار الأمريكي سيجرى مراجعة كل ذلك والتعامل معه كخطر على الأمن الدولي، كما سيجرى الكشف عن بنوك الإخوان وإغلاقها والتحويلات الضخمة التي تحدث بين أنصار الجماعة وعناصرها حول العالم.
وأكد سامح عيد خبير حركات الإسلام السياسي، أن أمريكا تراوغ بعد ضغوط الأنظمة العربية عليها، فالأنظمة الأمريكية المتعاقبة على وفاق كبير مع الإخوان، وبينهم تعاون كبير جدا، وأن الإخوان في أمريكا ليس لهم وجود تحت هذا الشعار إنما تحت شعارات جمعيات وتنظيمات أخرى، ولن يمكنه من تنفيذ أي قرارات ضدها، وكل ما سيجرى من قرارات سيكون تجاه الجماعة الأم في مصر؛ لأنهم فقط من يرفع مسمى جماعة الإخوان، أما من يتفرع عنها من كيانات فلن يضره شيء إعلان أمريكا للإخوان جماعة إرهابية، فإخوان تونس جزء من الدولة والنظام هناك كيف ستقول عنه إنه إرهابي، وإخوان المغرب والسودان والأردن كل هؤلاء لن تستطيع توجيه تهم الإرهاب لهم.
وأشار حسام الخولي أمين عام حزب مستقبل وطن، إن الدولة المصرية تصنف الإخوان جماعة إرهابية، مشيرا إلى أن بحث أمريكا إعلان الإخوان جماعة إرهابية لا يجب أن يشغل مصر طالما ما زال الرئيس الأمريكي يبحث، موضحا أن ترامب يعلم جيدا أهمية الإخوان بالنسبة له وهم يقومون بدورهم لتحقيق مصالح أمريكا في الشرق الأوسط كما هو مرسوم لهم.
وأضاف الخولي أنه لا يجب وضع آمال على ما يصرح به الرئيس الأمريكي، مشيرا إلى أن تغير الموقف الأمريكي أو الأوروبي تجاه الإخوان مرتبط بالمصالح المشتركة بين الجماعة وهذه الدول.
وقال جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يراوغ العرب من خلال إعلانه بحث الإدارة الأمريكية اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، مشيرا إلى أن الإخوان الذراع الإرهابية للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الحكومات الأمريكية تستخدم جماعة الإخوان للضغط على الحكومات العربية منذ أربعينيات القرن العشرين، مؤكدا أن الجماعة لم تقم منذ نشأتها بأي عمل إرهابي في مواجهة أمريكا أو أوروبا بل يقومون بأعمالهم الإرهابية ضد أوطانهم.
وأضاف سلامة، ل"الوطن"، أن الكونجرس الأمريكي لن يساعد ترامب في هذا الشأن، مشيرا إلى أنه قد يستغل رفض الكونجرس لهذا القرار كحجة لعدم اتخاذه، وتابع: "لو كان الرئيس الأمريكي جاد فعلا في إعلان الإخوان جماعة إرهابية لفعل ذلك منذ فترة طويلة وأفلح إن صدق".
وأشار إلى أن ترامب يعلن بحثه إعلان الإخوان جماعة إرهابية؛ ليفاوض الدول العربية وعلى رأسها مصر على تخفيض نسب استيراد السلاح من روسيا، والاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية في التسليح والاستيراد.