شهدت اللجان المخصّصة للمغتربين، بوزارة الزراعة، اليوم، إقبالاً كثيفاً فى صباح اليوم الثانى للاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك فى ديوان عام الوزارة والمتحف الزراعى، واستغل رؤساء مختلف القطاعات والهيئات والإدارات المركزية، الأمر وسمحوا لموظفيهم فى الإدلاء بأصواتهم، خاصة فى الساعات الأولى، فيما عزّزت الأجهزة الأمنية من انتشارها، لحفظ النظام فى العاصمة الإدارية الجديدة أمام لجان الاستفتاء، وسط هتافات من العاملين: «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة». ودعا الدكتور ممدوح السباعى، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، الناخبين للمشاركة فى الاستفتاء، وإبداء رأيهم فيها بالتصويت. السيدات وكبار السن وذوو الاحتياجات والعمال يتصدرون المشهد.. وسيارات "النقل" و"التكاتك" تجوب شوارع "البدرشين وأطفيح والصف" لنقل المواطنين مجاناً وشدّد «السباعى»، فى تصريحات صحفية على هامش إدلائه بصوته فى اللجنة رقم 27 بديوان عام الوزارة، على أهمية نزول جميع الفئات، حتى تكون مشاركة إيجابية يشهد لها العالم، مشيراً إلى ضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بالتصويت على التعديلات الدستورية، فى الموعد المحدّد للاستفتاء، وذلك حتى يتم تحديد ورسم مستقبل البلد فى المرحلة المقبلة. ولفت رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، إلى أن «الدور الوطنى للمصريين يكمن فى التصويت والمشاركة، ليعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع، بما يزيد من مكانة مصر ووضعها الريادى بين الدول»، مشدداً على أن أولى خطوات الإصلاح هى المشاركة فى هموم الوطن. وشهدت لجنة المغتربين بمدرسة الرشيد القومية بمصر الجديدة، إقبالاً كثيفاً، وغلب على المشهد العمال، حيث اصطف عدد كبير منهم، ويقول وليد وحيد، 39 سنة، من سوهاج: «باشتغل نقاش، وفرحت جداً إنى هاعرف أشارك وأبقى زيى زى غيرى، لأنى ماكنتش هاعرف أنزل البلد وأشارك». ووسط الزحام، ظهرت عجوز تسير ببطء، متكئة على عصا سوداء اللون، وبيدها منديل تضعه على حنجرتها، تقول إنها جاءت رغبة منها فى دعم مسار الاستقرار. وأكدت أنها كانت قد خضعت لجراحة فى الحنجرة فى الأيام الماضية، لكن لم يمنعها ذلك من النزول للمشاركة: «عندى 104 سنة، ورغم مرضى إلا أننى قررت أنزل وأشارك». وأمام اللجنة، وقف أحد العمال، ومعه «عدة الشغل»، مرتدياً الجلباب والشبشب، يقول: «سِبت شغلى علشان مصر، عايز بكرة يبقى أحسن». وتحركت الساعة نحو الواحدة ظهراً، ومعها بدأت السيارات تجوب شوارع مصر الجديدة، وخلفها طوابير من الفتيات حاملة الأعلام، لتشجيع المارة على الاستفتاء. وكان لموظفى شركة الكهرباء بمصر الجديدة وجوداً لافت الانتباه، حيث قرروا المشاركة جميعاً فى الاستفتاء. وقال المستشار أحمد النمر، رئيس اللجنة رقم 17، إن اللجنة فتحت أبوابها للعاملين بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى موعدها، موضحاً أن «المشاركة من العاملين فى اليوم الثانى تاريخية». فيما انتشرت سيارات الشركات بين المواقع لاصطحاب العاملين الذين لم يدلوا بأصواتهم أمس من المواقع بالمجان. وشهدت لجان دائرة العمرانية بمجمع المدارس بمنشية الصدر وترعة الزمر وأم المؤمنين الثانوية بنات والجيزة الثانوية الزراعية والسادات الابتدائية بشارع الأهرام إقبالاً من الناخبين مع الساعات الأولى لفتح لجان التصويت أمس. وشارك الأطفال بشكل ملحوظ مع ذويهم خلال عمليات التصويت بلجان هشام شتا ومجمع المدارس، فيما ارتفع إقبال كبار السن فى لجان أم المؤمنين والسادات. ونظم العاملون بالإدارة التعليمية بالعمرانية مسيرة طافت مدارس أم المؤمنين وهشام شتا لحث المواطنين على المشاركة بالتصويت فى الاستفتاء، مع وجود أعضاء حملة 100 مليون صحة للكشف على المواطنين. وشهدت شوارع دائرة الجيزة سيارات تجوب الأماكن المختلفة بنطاق الدائرة لتوصيل الناخبين مجاناً إلى لجان الاقتراع عليها استيكرات مدون عليها «خدمة التوصيل مجاناً للناخبين». وأكد المشاركون أنهم مع أمن واستقرار البلاد وبناء مستقبل أفضل للبلاد. كما جابت الشوارع سيارات تبث أغانى وطنية لحث المواطنين على المشاركة فى الاستفتاء، وتم توفير التسهيلات اللازمة لكبار السن والمعاقين لدخول اللجان والإدلاء بأصواتهم بسهولة ويسر ودعم من قوات التأمين للجان من رجال الجيش والشرطة. وتفقّد اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، عدداً من لجان الاستفتاء، لمتابعة سير عملية الاستفتاء بلجان المتحف الزراعى بحى الدقى، ولجان المدرسة القومية بالعجوزة، ولجان مدرستى العروبة وباحثة البادية بحى شمال الجيزة وكذلك عدد من اللجان بحى الوراق. وقدم «شعراوى» الشكر للمرأة المصرية، لمشاركتها بقوة فى كل الاستحقاقات الدستورية. وشهدت اللجان التابعة لقسم «أول وثان» فى مدينة 6 أكتوبر، توافد العديد من المواطنين للإدلاء بأصواتهم، خاصة مع زيادة التسهيلات التى تقدمها الشركات العاملة فى المدينة، لتوصيلهم من منازلهم إلى لجان التصويت، من السيدات وكبار السن، مصطحبين أحفادهم من مختلف الأعمار، كما شهدت شوارع الحيين «الخامس والسادس»، مسيرات لحث المواطنين على المشاركة. فيما برزت مشاركة الناخبين «الوافدين» فى مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، حيث تراوحت ما بين الربع والثلاثة أرباع من إجمالى مَن صوَّتوا حتى ظهر أمس، وهو ما لفت نظر عدد من أهالى المدينة بل والقضاة وموظفى اللجان، وسط تساؤلات من جانب البعض عن سر وجودهم الملحوظ هذه المرة. «جاى أنتخب عشان مصر وأحفادى يعيشوا أيام أنا ماعشتهاش»، بتلك الكلمات أعرب محمد أحمد عفيفى، 80 عاماً، عن سعادته بالمشاركة فى الاستفتاء، مؤكدا أنّه أصرّ على النزول لاختيار مستقبل أفضل لأحفاده. واصطحب المواطنون والسيدات أطفالهم إلى لجان التصويت، مؤكدين أنّها فرصة كبيرة لغرس قيم الولاء والمواطنة لدى الأطفال، وقالت نجية عبدالمحسن إنّها اصطحبت أطفالها للمشاركة معها فى التصويت على الاستفتاء، لزرع قيم المواطنة وحب البلد منذ الصغر فى أطفالها. وشهدت اللجان الانتخابية بدائرة «البدرشين وأبوالنمرس والحوامدية والصف وأطفيح والعياط»، إقبالاً كبيراً من الناخبات وكبار السن ومتحدى الإعاقة، على صناديق الاقتراع أمس، للأدلاء بأصواتهم، وسط حراسة أمنية مشددة من رجال الجيش والشرطة، لتسهيل عملية التصويت على الاستفتاء، والقضاء على أى معوقات تؤثر على حركة التصويت على التعديلات الدستورية. وجابت سيارات النقل والتكاتك جميع شوارع «البدرشين» وقرى «أطفيح والصف»، لحث المواطنين على المشاركة، ونقلهم مجاناً إلى المقرات الانتخابية، للتصويت فى الاستفتاء، وسط عزوف نسبى من الشباب عن المشاركة، وردّدت سيدات البدرشين هتافات «تحيا مصر.. تحيا مصر»، أثناء مشاركتهن فى الاستفتاء، مؤكدات أن المشاركة واجب وطنى على كل مصرى.
