يزين السعف رأسها على شكل تاج، تتشبث في يد جدها، تخطو معه خطواتها الأولى للمدرسة ليعلمها أبجدية المشاركة قبل الحروف والتعليم، وتغمس إصبعها الصغير في الحبر الفسفوري داخل إحدى لجان مدرسة الشهيد عامر عبدالمقصود بالدقي بعد إدلاء جدها بصوته. اصطحب سامي غطاس ابنته وبناتها الاثنتين إلى المقر الانتخابي في ثاني أيام التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد مغادرتهم الكنيسة مباشرة عقب انتهاء احتفالهم بأحد السعف، اليوم. ويقول الرجل الستيني، ل"الوطن"، إنه صمم على اصطحاب حفيدتيه اللتين لم تتجاوز الكبيرة منهما سنواتها الأربع، ليكمل بمرافقتها له وهو يدلي بصوته ويجعلها تضع إصبعها في الحبر الفسفوري، في تجربة هي الأولى بالنسبة له. تعليمهم المشاركة الأمر الأول الذي استهدفه "سامي" من اصطحاب حفيدته: "نعلمهم يقوله رأيهم أيًا كان بس يعرفوا إنه حقهم وواجب عليهم وأنمي حسهم الوطني". تلك هي المرة الأولى التي ينزل فيها "سامي" إلى الشارع منذ شهرين بعد تعرضه لحادث سيارة ألزمه الفراش: "صممت أنزل عشان أقول رأي وبلدنا تتقدم"، داعيًا الشباب للنزول والمشاركة في الاستفتاء. وشهدت لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية إقبالا كثيفا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم منذ فتح اللجان، في ثاني أيام التصويت بالداخل، والذي يستمر لثلاثة أيام، فيما يواصل المصريون بالخارج الإدلاء بأصواتهم، لليوم الثالث والأخير، في 140 مقرًا انتخابيًا في 124 دولة تتواجد بها البعثات المصرية. وقال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إنه جرى طبع بطاقات التصويت بعدد مساوٍ لأعداد الناخبين المقيدين بقاعدة البيانات، وهو 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين. وأوضح نائب رئيس الهيئة أن عدد القضاة المشرفين على الاستفتاء 15 ألفا و234 باللجان العامة والفرعية، مشيرا إلى أن هناك 4015 قاضيا احتياطيا سيتم الدفع بهم في حالة الطوارئ، ويقدر عدد اللجان العامة ب 368 لجنة، والفرعية ب13 ألفا و919 لجنة. وبدأ التصويت من التاسعة صباحًا ويستمر حتى التاسعة مساء في جميع أيام الاقتراع تتخللها ساعة راحة بما لا يخل بسلامة عملية الاستفتاء، فضلًا عن إجراء عملية الاقتراع والفرز في حضور ممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الصادر لها تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات.