سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصرف المحيط.. كارثة على «نيل» المنيا الصيادون: يصب المياه الملوثة بالمخلفات الصناعية والحيوانات النافقة فى عرض النهر.. والمسئولون: لا تستطيع وزارة واحدة تحمل تكلفة ردمه
يعانى مجرى نهر النيل من انتهاك حرمته فى محافظة المنيا بعد أن أصبح مصباً لمخلفات المصارف، حيث شهد مجرى النهر موجة تلوث غير مسبوقة، أخطرها مصرف المحيط الذى يصب يومياً أكثر من 9 آلاف متر مكعب من مياه الصرف الصناعى والصحى والزراعى مباشرة بالنيل، ووصلت الخطورة، لحد أنه يهدد بالقضاء على الثروة السمكية. يقول محمد صابر، صياد بقرية أطسا، التى يلتقى عندها المصرف بالنيل، إن الآباء والأجداد كانوا يستخدمون مياه النيل فى كل شىء، وكانوا يتذوقون طعم الشاى من مياه النهر، لكن الآن تغير الحال، فالمصرف يطارد الأسماك ويهدد بالقضاء عليها، فهو من أخطر المصارف حيث يخترق آلاف الأفدنة الزراعية والسكنية بالمحافظة ويلقى بكميات هائلة من المياه الملوثة من المصانع والصرف الصحى بالنهر، فضلاً عن إلقاء الحيوانات النافقة التى تتعثر فى شباك الصيادين بدلاً من الأسماك ويشتكى الصياد من عدم وجود أسماك فى هذه المنطقة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، فضلاً عن كون الأسماك التى يتم صيدها، إن وجدت، تحمل ميكروبات وأمراضاً قد تنتقل للإنسان. وأكد بهاء إبراهيم، عمدة قرية أطسا البلد، أن مصرف المحيط يعد كارثة بيئية وصحية تهدد جميع القرى الواقعة غرب محافظة المنيا على امتداد المصرف الذى ينقل المياه المحملة بمخلفات الصرف الزراعى والصناعى والمبيدات والأخطر من ذلك أن مياه المصرف تصب فى نهر النيل مباشرة وعلى بعد مسافات قريبة من المصب تقع محطات لمياه الشرب ومنها عرب الزينة بسمالوط. وأشار عادل زيد، مدرس، إلى أن المصرف يشكل خطراً كبيراً على صحة أبنائهم ويتسبب فى انتشار الناموس والذباب والأوبئة فى جميع القرى الواقعة على امتداده بطول 150 كيلومتراً تبدأ من مركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط جنوباً وينتهى بمركز سمالوط، شمال محافظة المنيا ويمر على مئات القرى الواقعة ما بين الطريق الزراعى مصر - أسوان، والظهير الصحراوى الغربى، كما أن قرية أطسا تحديداً تتعرض لمآسٍ لا حصر لها بسبب هذا المصرف، خاصة أنها تعد النقطة التى يتحول أمامها مجرى المصرف ناحية الشرق ليصب مباشرة فى النيل، وفى عام 1996 بدأ أهالى القرية يستشعرون بحجم الكارثة التى تلاحقهم بطريقه بشعة، فأرسلوا الآلاف من الشكاوى والاستغاثات للمسئولين، ولكن دون استجابة. ويشير أيمن راضى، من قرية أطسا البلد إلى أن الأمراض والحشرات والذباب والناموس تحاصر الأهالى باستمرار وتكاد تفتك بهم بسبب هذا المصرف، حتى إن سائقى سيارات النقل والميكرباص أصبحوا يتعرفون على القرية بشم الروائح الكريهة التى تنبعث بقوة من المصرف وأضاف أنه بالرغم من إرسال آلاف الاستغاثات لوزارات الزراعة والرى والبيئة، فإن المسئولين يتنصلون من هذه الكارثة بحجة أن تكلفة ردم المصرف باهظة لا تستطيع أن تتحملها وزارة واحدة، وتابع أن بعض المختصين اقترحوا بدائل لحل المشكلة، ومنها تحويل مصب المصرف من النيل شرقاً إلى الظهير الصحراوى غرباً وإنشاء مزرعة غابات شجرية تروى بمياه المصرف، ولكن هذه المقترحات لم تؤخذ بجدية، كما أن جميع المحافظين، الذين تعاقبوا على المنيا، فشلوا فى إيجاد حلول لكوارث المصرف، وكان منهم الدكتور أحمد ضياء الدين، المحافظ الأسبق الذى شكل لجنة عليا برئاسته اختصت بمناقشة الحلول العملية وطرح البدائل لحل المشكلة دون فائدة.