من نوتردام للأقصى.. ليلة التهمت فيها النيران مقدسات في الشرق والغرب

المقدسات تأن والعالم يحزن، عقارب الساعات الأخيرة من يوم الخامس عشر من أبريل تحفر توقيتها ببطء بينما تتأجج النيران من الغرب إلى الشرق، تطفىء معالم برج كاتدرائية نوتردام الفرنسية، وتلتهم المصلى المرواني في المسجد الأقصى بفلسطين.
اندلعت النيران في السقف الخشبي للصرح العالمي على مسافة 1000 متر مربع تقريبا، ليقضي رجال الإطفاء الفرنسيين نحو 15 ساعة لإخماد الحريق بالكامل، والتأكد من عدم تعرض برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية للدمار، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
انهيار برج الكاتدرائية الذي يبلغ ارتفاعه 93 مترا، أولى نتائج حريق برج المعلم الأثري الذي شُيد بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر، ويشهد 5 قداسات كل يوم و7 في الأحاد، ويزورها نحو 13 مليون سائح كل عام، دون الوقوف على أسبابه حتى الآن، وقبل انقضاء الليلة كانت أعلنت عائلة بينو، وهي من أثرى عائلات فرنسا، عن التبرع بمبلغ 100 مليون يورو من أجل نوتردام.
وإلى الشرق، اختتم مساء الإثنين بحريق اندلع في المصلى المرواني في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، وأعلنت الأوقاف الإسلامية بفلسطين أن المرجح هو اندلاع حريق في غرفة الحراس الخارجية لسطح المصلى، ليتعامل فريق الإطفاء التابع للأوقاف مع الأمر بنجاح، وتباشر الجهات المعنية التحقيقات للوقوف على أسبابه.
16 رواقًا يضمهم المصلى المرواني، الذي يتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى، وهما أيضًا حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وجاءت تسميته نسبة إلى بانيه الخليفة عبدالملك بن مروان، على مساحة أكثر من 4 دونمات "والدونم وحدة قياس تساوي 1000 متر مربع"، ليعتبر أكبر مساحة مغطاة للصلاة في الأقصى، ويزاد بتعريفه ب"التسوية الشرقية" قديمًا، حيث بناه الأمويون كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي، الأقرب إلى القبلة.