قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن مصر من أكثر دول المنطقة التي تهتم بالاستثمار في رأس المال البشري نظرًا لأن أكثر من نصف عدد السكان في مرحلة الشباب وهم الثروة الحقيقية لمصر. جاء ذلك خلال حوار مباشر مع قناة البنك الدولي في واشنطن، للحديث عن النتائج التي حققتها مصر حتى الآن من خلال إصلاح نظامها التعليمي، وكيف أمكن للبرنامج التعليمي الجديد أن يساهم في زيادة الاستثمار في رأس المال البشري في مصر. وأشار وزير التعليم إلى أن الاهتمام بهم تعليميًا وصحيًا وحياتهم بصفة عامة وتوفير فرص عمل وتحضير مستقبل مصر كلها يعتمد على الاستثمار في الثروة البشرية، وأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يولي التعليم والصحة أهمية كبيرة خلال الفترة المقبلة. وأضاف "شوقي": "نعمل على تحضير الأجيال الحالية بأدوات وطرق تقييم جديدة الهدف منها تخريج جيل قادر على التفكير والتحليل والنقد وتقبل الآخر، مستبدلين النظام القديم المبنى على الحفظ للحصول على بعض الدرجات التي كانت تمثل قيمة في الماضى ولم يعد لها قيمة الآن وسوق العمل لا يهتم بهذه الأوراق"، موضحًا أن سوق عمل 2030 يتطلب اكتساب المعرفة ومهارات مختلفة تمامًا وأهمية التعلم مدى الحياة. وأشار "شوقي"، إلى أن "إصلاح التعليم من أكثر الموضوعات التي تأخذ وقتًا لتظهر نتائجها ونحن في مصر قررنا عمل ثورة في التعليم بدءًا من رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي واضعين لهم نظام تعليمي جديد". وأوضح "شوقي"، أن "سوق العمل يحتاج من لديهم مهارات للعمل، فحرصًا على الطلاب ومستقبل الوطن وجب علينا أن نعد أبناءنا إعدادًا مختلفًا، لذا وضعنا نظام مختلف أطلقنا عليه النظام الجديد"، لافتًا إلى أن الأجيال الأكبر والتي تبدأ من الصف الثانى الابتدائى تحتاج خدمة أفضل لذا تم استخدام أدوات جديدة وتقديم تعليم أفضل مما درسوه؛ من خلال تدريبهم على عمل الأبحاث والاهتمام بنواتج التعلم وعدم الاهتمام بالبحث عن الدرجات فقط. وأشاد وزير التعليم، بظهور البشائر على 3 ملايين طفل وسعادة أولياء الأمور بما تم تحقيقه من قدرة أطفالهم على تمييز القراءة في سن مبكرة وحب المدرسة والتحرر من الامتحانات والتعلم بطريقة مختلفة مبنية على العمل الجماعي، مشيرًا إلى أنه من العام المقبل سيكون لدينا 5 ملايين طفل في النظام الجديد. وأكد وزير التعليم أن هناك الكثير من التحديات التي واجهت تطوير منظومة التعليم في مصر مثل التمويل والبنية الأساسية وإعادة تأهيل العاملين بالمنظومة ليناسب هذا الفكر الجديد، متابعا أن التحدي الأكبر هو النقلة الثقافية لدى الشعب المصري فالأجيال الجديدة لديها الاستعداد للتغيير عكس الكبار في مجتمعاتنا فهم يخافون من التغيير والتطوير ولا يفضلون تجربة الشئ الجديد". وأوضح "شوقي": "لا يمكن أن نتقدم من غير البحث عن الجديد، فالثقافة المجتمعية التي تهتم بالدرجات فقط أصعب معوق من إنتاج الكتب وتدريب المعلمين وإنشاء البنية التحتية، رغم أن سوق العمل لا يعترف إلا بالمهارة التي يتقنها الفرد أكثر من درجات النجاح الحاصل عليها الخريج". وحول دور المجتمع والأسرة نحو التعليم الفني، قال "شوقي": "التعليم الفني في كل الدول المتقدمة يستوعب أغلبية الطلاب فنجد التقدم والصناعات القائمة في ألمانيا وسنغافورا وأمريكا تعتمد على مهارات خريجي التعليم الفني، ولكن في بلادنا نجد أنه لا يتناسب مع أهميته، ويواجهنا الآن الكثير من العبء والموروث الثقافي نحوه الذى نتعامل معه". وتابع وزير التعليم: "بدأنا العمل في تغيير منظومة التعليم الفني بمنظور اجتماعى لخريجى التعليم الفني، وهو يمثل جزءً كبيرًا من التغيير الثقافي، فخريجي التعليم الفنى لهم أهميتهم بالمقارنة بخريجى الطب والهندسة كما نجد خريجى التعليم الفني الآن ليس لديهم بطالة، حيث تتوافر لديهم فرص العمل ويتقاضون أفضل من خريجى التعليم العام. واستطرد الوزير: "أنشأنا نظامًا جديدًا يطلق عليه التكنولوجيا التطبيقية، وخريج هذه المدارس يطلق عليه تكنولوجي في هذه المجالات، وهذا يحدث عن طريق التعليم المزدوج وهذا جزء تدريبي تطبيقي حسب نوع التخصص في المصنع وجزء تعليمي نظري". وأكد "شوقي" وجود معايير لاختيار هؤلاء الطلاب من خلال اختبارات، والتأكد من تفوقهم الدراسي، مبينا أن الدولة تحتاج لتخصصاتهم ومهاراتهم، مثل المحطة النووية، والثورة الصناعية الرابعة التي تحتاج مهارات في أعمال الروبوت والبرمجة بتقنية عالية. واختتم وزير التعليم حديثه قائلاً: "الحكومة تهتم بالتعليم ولكن يجب تغيير الموروث الثقافي سواء في التعليم العام أو التعليم الفني والتعريف القديم لفكرة نجاح الطلاب".