ما بين "الانتماء لجيش الاحتلال والخدمة فيه" إلى "معارضة إجراءات المحتل الإسرائيلي"، يظهر اليوم الدروز الذين حكم عليهم تواجدهم الجغرافي أن يكونوا داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وآخرين خارجها في لبنان وسوريا وغيرهم من البلاد. تظاهر سكان البلدات الدرزية في الجولان المحتل، ضد القرار الأمريكي، القاضي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، وضد خطة بناء حقول إنتاج الطاقة من طواحين الهواء، وأكد المتظاهرين، في ميدان بلدة مجدل شمس أن "هذه الخطوة تخدم مصالح إسرائيل فقط وستضر بمعيشتنا.. هذه أرض عربية سورية". ووفقًا لما ذكره موقع "آي 24" الإسرائيلي، وخلال المظاهرة، لوح المشاركون بالأعلام السورية وألقى عدد من المتحدثين خطابات تعبر عن رفضهم لما يخطط لمرتفعات الجولان، لعبر جزء كبير منهم عن معارضته لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من انضمام بعضهم إلى الجيش والوصول إلى مناصب كبيرة. "الدروز" كانوا جزءا ممن فرضت عليهم الجنسية داخل الحدود الإسرائيلية، ويمثلون حاليًا نسبة 8% من مجمل سكان العرب في إسرائيل، و1.7% من مجموع السكان عامة، أي ما يقرب من 134 ألف شخص، في مقابل 14.5 ألف درزي كانوا في إسرائيل وقت إعلان قيام الدولة بنسبة 1.2% من مجموع السكان، وفقًا لموقع المصدر الإسرائيلي. وعلى عكس معظم عرب الداخل، تغلب الجانب العقائدي لمعظم الدروز على نزعة الانتماء العربي، وانضم "دروز دولة الاحتلال" للجيش الإسرائيلي، حيث سُن قانون التجنيد الإلزامي لهم عام 1956، إذ يقول الدكتور سامي الإمام، أستاذ الديانة اليهودية في جامعة الأزهر ل"الوطن": "الإسرائيليون يستغلون التشابه العقائدي مع الدروز، لإقناعهم بالانضمام إلى جيش الاحتلال، وهو جعل الدروز إسرائيليون بالفعل". وتشكلت الكتيبة الدرزية في الجيش عام 1979 وتم تعيين قائد درزي لها، كما ظهر من الدروز من وصل لرتبة لواء وهو "يوسف مشلب" الذي تولى قيادة الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال، وفقًا لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية. يمثل "الدروز" المجندين في جيش الاحتلال نسبة عالية، بخاصة في الوحدات القتالية مثل كتيبة "السيف" في سلاح المشاة، حيث إن كل عناصرها من الدروز، ويقول موقع "المصدر" الإسرائيلي، إن الهوية الدرزية تغلب على الهوية الإسرائيلية لدى دروز إسرائيل، موضحًا أن دراسة عن الهوية الدرزية في إسرائيل، كشفت أن معظمهم يعرفون أنفسهم بأنهم "دروز" قبل أي شيء، ثم بعد ذلك "إسرائيليون"، وبعدها "عرب". وتعد بلدة "دالية الكرمل" و"يركا"، من أكبر البلدات الدرزية في إسرائيل، حيث يعيش في كل منها نحو 15 ألف درزي، وبصفة عامة هناك 15 بلدة درزية في إسرائيل، إضافة إلى 3 بلدات عربية مختلطة تعيش فيها الطائفة الدرزية أيضًا، وفقًا للموقع الإسرائيلي. ووفقًا للموقع، تنقسم التجمّعات السكّانية الدرزية في إسرائيل إلى قسمين، التجمع الأكبر يبلغ عدده نحو 110 آلاف حول جبل الكرمل، وفي الجليل بالقرب من حيفا، والثاني نحو 20 ألف في شمال هضبة الجولان، بالقرب من الحدود الإسرائيلية -السورية. وكانت "الخارجية الإسرائيلية"، نشرت تقريرًا يفيد بارتفاع عدد الدروز من سكان مرتفعات هضبة الجولان المحتلة، الراغبين في الحصول على الجنسية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه تم تقديم طلبين للحصول على الجنسية في 2010، وهو العام الذي سبق بداية الأحداث المرتبطة بسياق الربيع العربي. ويقول عمرو زكريا، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الدروز داخل حدود الكيان الصهيوني لديهم انتماء 100% لإسرائيل، بعكس العرب، حيث إنهم اعتبروا أنفسهم إسرائيليين بل وأصحاب قضية أيضًا. ويقول منصور عبدالوهاب أستاذ اللغة العبرية في جامعة عين شمس، إنّ الدروز في إسرائيل داخل حدود 1948 أكثر فئات الأقلية العربية التي خدمت في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذين يشغلون أيضًا مناصب فيه، مضيفًا ل"الوطن"، أنّ فكرة الانتماء الإسرائيلي لدروز الداخل يعود إلى المكاسب والمصالح التي يحصلون عليها.