منذ أن أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو نفسه رئيسا للبلاد، وتشهد فنزويلا عددا من الأزمات على أرضها، وآخر هذه الأزمات النزاع بين روسياوالولاياتالمتحدة حول تواجد قوات عسكرية تابعة لموسكو في فنزويلا. فمنذ إعلان "خوان"، نفسه رئيسا للبلاد، في يناير الماضي، سارعت واشنطن بالإضافة إلى ما يقرب من 50 دولة للاعتراف به، مطالبة الرئيس نيكولاس مادورو بالتنحي عن الحكم. فواشنطن تدعم زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي أعلن نفسه في 23 يناير رئيسا بالوكالة، في المقابل يحظى الرئيس نيكولاس مادورو بدعم روسيا والصين، أبرز دائني النظام الفنزويلي، واللتين تدافعان عنه بشكل منهجي في المحافل الدولية لا سيما مجلس الأمن الدولي. وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أحد الحلول الأمريكية في التعامل مع الأزمة هي إرسال قوات عسكرية أمريكية إلى فنزويلا ولوضع لمحاولة إنهاء الأوضاع الخاطئة. إلا أن روسيا أسرعت بإرسال قوات عسكرية إلى فنزويلا، لتطالب الولاياتالمتحدةموسكو بسحب جنودها، كما حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظيره الروسي سيرجي لافروف، من أن الولاياتالمتحدة لن تقف "مكتوفة الأيدي" إذا استمرت روسيا "في مفاقمة التوتر في فنزويلا". ليرد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متهما واشنطن بالسعي لتدبير "انقلاب" في فنزويلا للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن قرار موسكو إرسال خبراء عسكريين إلى كراكاس يراعي القانون الفنزويلي. ولا تزال فنزويلا بعد مرور شهرين تعاني من أسوأ أزمة في تاريخها وسط انهيار اقتصادي ومالي ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. الدكتور عبدالخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية، قال إن الوضع في فنزويلا يذكرنا بأزمة الصواريخ الكوبية بين روسياوالولاياتالمتحدة 1960، موضحا أن روسيا أرسلت قوات عسكرية إلى فنزويلا خوفا من نجاح أمريكا في السيطرة عليها. وأضاف عطا ل"الوطن"، أن الولاياتالمتحدة لن تحاول الدخول في صدام عسكري مع روسيا، مؤكدا أن روسيا لن تسحب قواتها من فنزويلا، وأن أمريكا لن تلجأ إلى الصدام العسكري مع روسيا ولكنها ستشكوها في الأممالمتحدة ومجلس الأمن. بينما قال سيد مجاهد، الباحث في الشؤون الأوروبية، إن هناك نزاعا بين روسياوالولاياتالمتحدة حول السيطرة على فنزويلا، موضحا أن روسيا لن تخرج قواتها من فنزويلا. وأضاف مجاهد ل"الوطن"، أنه لن يكون هناك صدام عسكري بين البلدين، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ستلجأ إلى فرض العقوبات على روسيا أو شكواها في مجلس الأمن.