إذا كان لنا كمصريين أن نفخر بتاريخنا وحضارتنا العريقة، فمن أسباب قوة هذا الشعب العظيم وبقاء حضارته عبر العصور، أن فى مصر جيشاً وطنياً يحميها ويبنيها، أبناء هذا الجيش هم ملح الأرض الطيبة وشريان شبابها المتدفّق رجولة وعزة وشرفاً، فمعظم دول العالم تبنى جيشها وقد يكون ولاء الجيش فى حالات كثيرة للحاكم أو لفصيل معين أو طائفة بعينها، أما مصر فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى بناها الجيش بانتصاراته منذ انتصار أحمس على الهكسوس، وقطز على التتار، فضلاً عن جيش الدولة المصرية العظيم فى عهد محمد على باشا، الذى كان له الفضل فى بناء دولة مصر الحديثة. وفى تاريخ مصر المعاصر، أبطال من الجيش سطّروا بحروف من نور شراكة حقيقية مع الشعب، دخلوا بها كتاب التاريخ من أوسع أبوابه، وظلوا علامات بارزة فى تاريخ هذه الأمة، أحمد عرابى الذى تحدى الخديو والقصر والإنجليز، ابن الشعب الذى وُلد حراً وأقسم أن لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم، وخالد الذكر الزعيم جمال عبدالناصر، الذى حرر الشعب بثورة الضباط الأحرار ضد الملك والإقطاع والاستبداد، وتحدى الأمريكان وأمّم القناة وبنى السد والبرج! وإذا توقفنا عند سر عظمة هذين الرمزين من الجيش يبرز هنا عنوان عريض وهو «الشراكة مع الشعب»، وما نصر أكتوبر المجيد بقيادة رجل الحرب والسلام أنور السادات إلا شراكة بين الجيش والشعب، روى فيه أبطالنا البواسل بدمائهم الزكية حبات رمل سيناء وعبروا القناة ورفعوا اسم مصر عالياً. أما ثورة 25 يناير المجيدة، فما كان لها أن تنجح إلا بانحياز الجيش لمطالب الشعب، حين رفض الجيش أن تطلق رصاصة واحدة فى وجه أى متظاهر، فسقط النظام الفاسد، وتجلت تلك الشراكة الحقيقية بين الجيش والشعب فى ثورة 30 يونيو حين نزلت الدبابات والمدرعات فى الشوارع، فى إشارة واضحة إلى الشعب بأن الجيش ينحاز إلى مطالبكم المشروعة، لم تكن قيادات الجيش المصرى يومها تدرك حجم الحشود التى ستنزل الميادين، لكن قائد جيش مصر، الفريق أول عبدالفتاح السيسى (المشير الآن) أبى إلا أن يشعر المواطن بالأمن فى الشارع حين يقرر النزول والاحتشاد فى الميادين، شارك الجيش الشعب الثورة، طائرات تلقى بالإعلام فى السماء، ومدرعات يحرسها شباب كالأسود على بوابات الميادين، فكانت «30 يونيو» عنواناً للجيش والشعب إيد واحدة، الشراكة بين الثورة والجيش. وبعد مطالبات الشعب للمشير السيسى بالترشح للرئاسة، تقديراً لدور المؤسسة العسكرية وقائدها فى احتضان ثورة الشعب، لنكمل معا جيشاً وشعباً ملحمة الثورة على التبعية للأمريكان والمخططات الإرهابية لتنظيم الإخوان: هنا يا سيادة المشير ننتظر منك الكثير، الشعب شريك فى الحكم وهو مصدر السلطات، هكذا ينص دستورنا المعدل، الثورة تنتظر منك الإنصاف، الميدان يناديك أن تحتضن شبابه الذين هتفوا بحناجرهم «يسقط حكم المرشد»، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية هى طريقك إلى القصر والقلوب والعقول معاً. سيادة المشير: اسمح لى كمواطنة شاركت فى ثورتين وأعشق هذا الوطن حد النخاع أن أهمس فى أذنك.. هناك شعور يتنامى بالخوف على مكتسبات «30 يونيو»، شباب يشعرون بالتهميش، ورموز ناضلت ضد حكم الإخوان عاماً كاملاً تشعر الآن بأنها بعيدة عن دائرة صنع القرار، وهناك من المنافقين الآكلين على كل الموائد والمنتفعين والمصلحجية من يغلوشون على الشاشات، فيعيدون مشهد الدولة البوليسية إلى أذهان شباب حلموا بشمس الحرية، ورموز قديمة متهالكة تعوى وتنعق فى الأبواق وتحجب نور الشباب والرموز الوطنية عن المشهد. سيدى المشير: الشراكة بين الجيش والثورة واجب وطنى. سيادة القائد: أبناؤك الشباب حلم المستقبل، ورموز ثورة 30 يونيو يمدون إليك يد الشراكة، شعب وجيش يحمى ثورته، هم حصنك ضد الحاقدين والمنافقين، وسيادتك درعهم القوية وضمان أمن مصر، بيدك أن تكون ناصراً جديداً يحمى الفقراء ويحتضن الشباب والرموز الوطنية. أتمنى وأحلم كمصرية يا سيادة المشير، أن تدخل الثورة القصر على يديك، وعن يمينك شبابها الفتى وعن يسارك رموزها الحقيقيون، الشراكة بين الجيش والثورة فى القصر والحكم معاً هى خريطة الطريق لعبور مصر إلى المستقبل.