حدد مؤتمر "ميونيخ حول الأمن"، التهديدات التي تخيم على السلام العالمي والنزاع في سوريا والملف النووي الإيراني وتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي، على جدول أعماله لهذا العام. ويشارك بالمؤتمر، في عامه الخمسين، والذي يعقد من الجمعة للأحد القادمين، حوالى 20 رئيس دولة وحكومة و50 وزير دفاع أو خارجية، وعشرة مسؤولين من هيئات دولية، وضباط رفيعي المستوى. ويأتي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى جانب وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري، والدفاع تشاك هيجل، ووزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف وروسيا سيرجي لافروف، في مقدمة المدعويين إلى المؤتمر. وعلى مدى عقود، شكل هذا المؤتمر، الذي أسس في أوج الحرب الباردة منبر محادثات، حول حلف شمال الأطلسي والعلاقات بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وستطرح العلاقات الأمريكية الأوروبية، في المؤتمر هذا العام، بعد التوتر الناجم عن الكشف عن برنامج التجسس الأمريكي، الذي قامت به وكالة الأمن القومي الأمريكي، والذي وصل إلى حد، التنصت على الهاتف النقال الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال منظم المؤتمر الدبلوماسي الألماني السابق ولفجانج أيشنجر إن: "عددا من المشاركين، سيأتون وهم يفكرون بادوارد سنودن"، في إشارة للمستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، الذي سرب الوثائق السرية. وأضاف أن:"رسالة هيجل ستكون التالية، لقد فهمت واشنطن أن هناك عملا جديا يجب إنجازه، لاصلاح الأضرار التي لحقت بهذه العلاقة". وفي طاولة مستديرة قبل انعقاد المؤتمر، أعطى السفير الأمريكي في برلين جون إيمرسون إشارة على هذه الرسالة، حيث قال:"سيستلزم الأمر وقتا وجهدا، من طرفي الأطلسي لإعادة الثقة بالكامل"، مضيفا أن: "خلافات يمكن أن تحصل بين أصدقاء، لكنهم يتجاوزون خلافاتهم، سنصل إلى ذلك، لأنه أمر يجب القيام به". ومن المتوقع، أن تنتقد ألمانيا، مضيفة المؤتمر، بسبب ترددها في لعب دور عسكري على الساحة الدولية، رغم أن وزيرة الدفاع الجديدة أورسولا فون دير ليين، أشارت إلى رغبة برلين في مساعدة فرنسا، حليفتها الأوروبية الأساسية، في عملياتها في مالي وإفريقيا الوسطى.