شاركت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ممثلا عنها الدكتورة هويدا بركات رئيس وحدة التنمية المستدامة في الوزارة، في مؤتمر "دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة" بمكتبة الإسكندرية، الذي نظمه برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي التابع لقطاع البحث الأكاديمي بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدل. وكانت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، أكدت الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة للمرأة المصرية، بالنظر إلى ضرورة مشاركة المرأة ومساهمتها في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بدعم من القيادة السياسية، موضحة أنّ مصر تشهد تحولا تاريخيا في نسب مشاركة المرأة، سواء فيما يخص المشاركة السياسية بارتفاع نسبة البرلمانيات، أو التواجد النسائي على الساحة الوزارية داخل الحكومة المصرية. وتابعت السعيد أنّ خطط الدولة الحالية تركز بشكل أساسي على مشاركة وتمكين المرأة والشباب على حدٍ سواء، باعتبارهما عنصران فاعلان، تسهم مشاركتهما إلى تضمين فكر جديد فيه جزء من الإبداع والتحديث للفكر الحالي. من جانبها، استعرضت الدكتورة هويدا بركات رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة التخطيط، دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة بمصر، إذ تناولت الحديث عن دور المرأة في رؤية مصر 2030، مؤكدة الاهتمام التي توليه الرؤية للمساواة بين الجنسين، وتوطين غايات الهدف الأممي الخامس علي الصعيد المصري، فضلا عن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة المصرية. ولفتت هويدا إلى التحديات التي تواجه تفعيل دور المرأة في مصر، والتي تضمنت ارتفاع معدلات البطالة بالنسبة للنساء، مع زيادة التمييز في المعاملة بين الجنسين في مكان العمل، وضعف الجهود المؤسسية العاملة على تمكين الشباب والمرأة والفئات المهمش. وأشارت رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة التخطيط، إلى السياسات والبرامج المتاحة لتمكين المرأة، موضحة أنّ برنامج العمل اللائق يهدف إلى خلق فرص عمل لائقة للشباب، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء في محافظات الجمهورية. وأكدت بركات أنّ رؤية مصر 2030 تتضمن عددا من الأبعاد الرئيسة لتمكين المرأة، متضمنة التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن حماية المرأة. ولفتت رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة التخطيط، إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتشجيع وتمكين المرأة، إذ تهدف الدولة إلى زيادة مشاركة المرأة وتشجيع دورها، بتوفير حزمة من البرامج المتنوعة، متضمنة التدريبات على إعداد وحدات الموارد البشرية المستحدثة داخل الوزارات، وبرامج تأهيل القيادات، مثل البرنامج الوطني 2، وبرنامج إدارة الأعمال الحكومية بالتعاون مع جامعة اسلسكا. وأوضحت بركات، أنّ عدد السيدات اللاتي حصلن على ماجستير ودبلومة الإدارة العامة ارتفع، ليبلغ نسبة 54%، إلى جانب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي انتهي من تدريب 205 من الموظفين الإداريين، بلغت نسبة النساء بينهم 48%. وتابعت رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة التخطيط، أنّ البرامج تضمنت كذلك برنامج الماجستير المهني في النوع الاجتماعي والتنمية، الذي يعد الأول من نوعه في الجامعات المصرية، عن المساواة بين الجنسين ومشاركة المرأة في المجتمع. وأشارت بركات إلى الأرقام المتعلقة بوضع المرأة المصرية، مشيرة إلى تحسن أداء مصر في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين بين 2015 و2017، لتنخفض درجتها إلى 0.449، ما يشير إلى اقتراب مصر نحو تحقيق المساواة بين الجنسين. وبشأن برنامج عمل الحكومة المصرية 2018-2022، أضافت بركات أنّ البرنامج يتضمن 3 مستهدفات أساسية عن المرأة، تتمثل في بناء المواطن المصري، الذي يتضمن برنامجا فرعيا يهدف إلى "إتاحة التعليم للجميع دون تمييز"، فضلا عن مستهدف النهوض بمستويات التشغيل، وذلك من خلال البرنامج الرئيسي بشأن "تنمية المهارات البشرية" والبرنامج الفرعي الخاص "بإعداد وتدريب المرأة للالتحاق بسوق العمل"، فضلاً عن مستهدف تحسين مستوى معيشة المواطن المصري، الذي يشمل البرامج الحكومية الفرعية كبرامج "تفعيل المشاركة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة" و"الحماية الاجتماعية للمرأة". وبشأن وضع مصر في المؤشرات العالمية الخاصة بالهدف الأممي الخامس والمتعلق ب"المساواة بين الجنسين"، في التقرير الوطني الطوعي لعام 2018 لفتت هويدا بركات إلى تحسن وضع مصر، مشيرة إلى زيادة حصة مقاعد المرأة في البرلمان المصري لتصل على 15% مقارنةً ب2% في 2011، وزيادة حصة المرأة في الحقائب الوزارية لتصل إلى 25% بما يمثل النسبة الأعلى في تاريخ مصر، وكذا ارتفاع نسبة النساء اللواتي لديهن حسابات بنكية إلى 27% في 2017 مقارنة ب 9% في 2015، ما يعكس اتجاه النساء نحو تحقيق الاستقلال المالي.
