الجميع يهاجم صفقة القرن، والجميع لا يعلم شيئا عن تفاصيلها، إلا أن الولاياتالمتحدة وفي محاولة منها لحشد تأييد دولي لخطتها "السحرية" لحل الصراع العربي الإسرائيلي، اتجهت إلى مجلس الأمن حيث الأعضاء الدائمين الذين يمثلون القوى الكبرى في العالم ومن بينهم بطبيعة الحال أعضاء الرباعية الدولية أو ممثلين عنها، لكن بعد اجتماع طويل مع مجلس الأمن لا يزال الغموض سيد الموقف. الإضافة التي مثلها اجتماع المبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، مع مجلس الأمن، كان مناسبة للتأكيد على أن أن "صفقة القرن"، ستكون مفصلة للغاية، فضلا عن تأكيد اهتمام الولاياتالمتحدة بمساهمة متعددة الاطراف في تطبيقها. ونقل أحد الدبلوماسيين عن جرينبلات قوله أيضًا إنّه "عندما ستصبح رؤيتنا علنيّة، لن نرغب في تنفيذها منفردين، وسيكون هناك دور للأمم المتحدة واللجنة الرباعية للسلام (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)". وجاءت تصريحات جرينبلات خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، فجر اليوم، السّبت، لم يَكشف خلاله أيّ تفاصيل، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون، وذلك بحسب وكالة "سما". الصفقة التي وصفت بأنها جاهزة منذ أشهر، وأن الإدارة الأمريكية متفائلة بتطبيقها خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، لم يجرى الإعلان عنها في مجلس الأمن ولا توضيح ملامحها، فقد أكّد جرينبلات أنّ خطّة السلام الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، لن يجرى إعلانها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها، في 9 أبريل المقبل، وبعد تشكيل حكومة جديدة، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا عدّة. وعلى الرغم من المقاطعة الفلسطينية للولايات المتحدة منذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فقد شدّد جرينبلات، الذي يعمل على الخطّة مع كلّ من صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، على أنّ هذه الخطّة ستكون مفصّلة في بُعديها، السياسي والاقتصادي، وقال: "نعرف تطلّعات الفلسطينيّين والإسرائيليّين، ونحن نعمل في هذا الإطار". الكويت وهي العضو العربي حاليا في مجلس الأمن الدولي من خلال عضويتها غير الدائمة في المجلس، اعترضت على عدم الوضوح في طرح خطة السلام الأمريكية، وأبدت دول مثل الكويت وإندونيسيا وحتى الصين، أسفها لعدم وجود مزيد من العناصر لتدعيم النقاش. وقالت الكويت "تأسفون لأن الفلسطينيين يرفضون أن يرونكم، لكن القرارات بشأن القدس عاصمة لإسرائيل وخفض التمويل المتعلّق بهم، لا تُساهم في ذلك". كما ناقش مجلس الأمن، بناء على طلب الكويت وإندونيسيا، قرار إسرائيل اقتطاع جزء من عائدات الضرائب التي يجرى تحويلها إلى السلطة الفلسطينية، وجاء هذا القرار الإسرائيلي ردًا على تقديم السلطة مبالغ إلى عائلات الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، بسبب تنفيذهم هجمات ضد مواطنين إسرائيليين. وقال السفير الكويتي "هذه أموال فلسطينية. يجب ألا يقتطعوا منها".