أكد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، أن العالم العربي يعيش الآن حرب استنزاف على مستوى الأمن ما يعوق ويحرم الشعوب في طريق سعيها للتنمية الحقيقية التي تتطلع لها، موضحاً أن الأمة العربية الآن أصبحت مسلحة حتى أسنانها في تعبير يدل على مدى الاهتمام بالتسليح في المقام الأول. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات الندوة التي نظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس ، بعنوان "مصر في عالم متغير" ، بحضور نظمي عبد الحميد نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومنى فؤاد عميد الكلية، وعلا عادل وكيل الكلية لشؤون القطاع، وعبد المعطي صالح وكيل الكلية لشؤون التعليم و الطلاب ، وأيمن سلامة عضو مجلس الكلية من الخارج وأستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وعاطف بهجات أستاذ اللغة العربية، ومنصور عبد الوهاب رئيس قسم اللغات السامية بالكلية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب. وفي كلمته، أثنى نظمى عبد الحميد نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، على جهود السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، متابعا: "اليوم نستضيف شخصية كبيرة ليروي لنا تجربته في دعم واتخاذ القرار لفترة مهمة في تاريخ مصر المعاصر بكل شفافية". وأوضحت منى فؤاد عميد الكلية، أن الكلية تسعى دائما لاستضافة النماذج المضيئة في المجتمع لنقل خبراتهم للطلاب، وذلك من خلال الفعاليات المختلفة التي تهدف خلق معايشة لجميع الأحداث السياسية والثقافية و الاجتماعية للدول التي يدرس الطلاب لغاتها. واستطرد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، كلمته مؤكدًا على أهمية الدور الذى تقوم به كلية الألسن في تعليم اللغات والتواصل بين الشعوب وتحقيق السلام بين الدول، وكذلك في الأمن القومي المصري لتعاملها مع العديد من المواقف. وشدد على أن الإقليم الذي تعيش فيه مصر الأن يشهد تلاطم و تضارب بشكل واضح يشهد بعض الظواهر الجديدة على المنطقة العربية منذ أحداث سبتمبر 2011 حتى الآن، مثل تغير نمط الإرهاب خلال فترة الثمانينات والتسعينات، حيث كان محدود الإمكانيات حتي أصبح عابرا للحدود دون قيود يعمل مثل ما يحدث في سوريا وليبيا. وتابع: "هذا يعني التقليل من قيمة الدولة المركزية، وهو ما يعني أيضا عدم سيطرة الدولة على جزء من أراضيها، إلى جانب التقليل من قيمة الجيوش التقليدية والتحول إلى حرب العصابات لتحييد الجيوش"، مشيراً إلى أن الإرهاب صنع حرائق عدة مفتعلة في المنطقة مثل الصراعات القائمة بين السنة والشيعة بالعراق، وهذا النمط من المشكلات سيأخذ وقتاً طويلاً قبل أن يحل. وأضاف: "إلى جانب تلك المشاكل المتعلقة بالإرهاب هناك بعض دول الجوار الإقليمي، أصبح لديها شهية متزايدة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول" مشيراً إلى استخدام تركيا للقوى الناعمة في الاقتصاد والثقافة وهو الأسلوب الذي اتبعته للتسلل للعقول والذي تحول بعد ذلك من الفعل السلس إلى الاحتلال، على غرار ما حدث في سوريا، لافتا إلى أن بعض الدول التي كانت تسعى لرفاهية شعبها أصبح الآن لها قوات جوية متواجدة بثلاث دول في وقت واحد. وفي نهاية الندوة، أكد السفير محمد العرابي أنه ثبت يقيناً أن الأمن القومي لأي دولة يبدأ من خارج حدودها، متابعا: "فلم يعد من المقبول أن تنتظر أي دولة أن يأتي الخطر على حدودها". ثم أهدى نظمي عبد الحميد بإهداء درع الكلية للسفير محمد العرابي، تقديرًا لجهوده في مجال العمل الدبلوماسي.