كنت لها الأم التي تقوم على رعايتها، منذ أن كان عمري 11 عامًا وهي حياتي وشغلي الشاغل، استقبلت خبر وجودها داخل أمي بالدموع الحارة.. ومن أجل سلامة الحمل قمت بغسل المواعين والعمل على رعاية أمي وطفلتي بداخلها وهو شيء بعيد عن صفاتي كفتاة ترفض ربط المرأة بغسل المواعين!.. لأجلها "طبقت" لأول مرة في حياتي.. ظللت انتظرها أكثر من 24 ساعة متيقظة.. إلى أن جاءتني المولودة الجميلة فكان وجهها أقرب إلى قطعة القطن المخضبة بلون طلاء الأظافر الأحمر يتوسطها دائرة تستطيع من خلالها رؤية الحلق بوضوح. منذ يومها الأول وهي تغضب وتشجب وتستنكر مستخدمة حلقها وحنجرتها، نشأت الطفلة المدللة وسط عائلة أصغرهم، أنا، يكبرها ب11 عاما، تعودت أن أستيقظ وأنام في سنواتها الأولى على سيرتها فكانت كلمة "أختك" تقال من أبوي أكثر من مناداتي باسمي، ارتبطت بها عاطفيًا ونفسيًا وفعليًا، فلم يكن بمقدوري الخروج من المنزل دونها، حتى وإني قد جازفت وعمرها عامين وأنا 14 وسافرت بها دون أمي أو أبي، عكس المقدمين على سن المراهقة في نفس عمري، كل ما يودونه هو الحرية من الأهل، تعلمت على يدها كيف أرضع طفل، وكيف ألبسه الحفاضة، وكيف أطعمه وكيف أعلمه المشي ونطق كلمة "ماما"، ليكون مصيري نطق اسمي خطأ. فجأة تكاد تلك الصغيرة تصل إلى طولي، تتحدث معي كفتاة كبيرة، تفهم وتعي الحياة وتقول "فوكك"!، بعد أن كانت مشاجرتي معها على العيب والغلط و"الكُخ"، أصبحت على "متلبسيش هدومي"!!. لم أكن أتوقع أن تلك الصغيرة التي ربيتها ستكبر يومًا ما وترتدي ملابسي أو أن قياسها لأحذيتي الكبيرة عليها كطفلة سيصبح يومًا حذائها لتذهب به إلى عيد ميلاد صديقتها. كانت ابنتي وكنت لها أمًا، بل إنني شعرت معها أيضًا شعور "الأخت" الذي حلمت به منذ صغري شعرت به بعد أن عشت لها أمًا 12 عامًا، فما أحلى صداقة الأم لأختها.