دخل انقطاع مياه الشرب بقرى مركزى المحمودية ورشيد، فى محافظة البحيرة، يومه العاشر، حيث تشهد تلك القرى حربا للحصول على الماء الصالح للشرب، فيما اكتفت المحافظة بإرسال عربات (تانكات) تحمل مياها صالحة، لسد العجز، لحين إعادة تشغيل محطات مياه الشرب، التى توقفت بسبب التلوث، كما سادت حالة من الفوضى والزحام الشديد على عربات المياه، من الرجال والنساء والأطفال، الذين يحتشدون فى الأماكن المقررة لها يوميا، أملا فى ملء الزجاجات الفارغة، «والجراكن» الصغيرة، حيث لا يسمح بملء «الجراكن» والأوانى الكبيرة، لضمان وصول مياه الشرب لأكبر عدد من المواطنين، وامتد نقص المياه الشديد إلى المخابز والمستشفيات، مما أدى لحدوث حالة من الشلل التام بجميع القطاعات، وارتفعت أسعار المياه المعدنية بشكل ملحوظ، حيث يضطر الأهالى إلى شرائها فى ظل عجزهم عن الحصول عن حصة كافية من مياه سيارات المحافظة. وأكد الأهالى المتجمهرون بالمئات أمام عربات نقل المياه بالمحمودية، ل«الوطن»، أنهم لم يوقدوا ناراً للطهى داخل منازلهم منذ انقطاع المياه، مشيرين إلى حالة الجفاف التى يعيشونها فى ظل وجودهم على مصبات النيل بمصر، كما أنهم يضطرون إلى جلب مياه النيل من الترع والمصارف للاستحمام وغسيل الأوانى، وشهدت الأقفاص السمكية المنتشرة بفرع رشيد من النيل، نفوقاً للأسماك بكميات كبيرة، فى أعقاب انتشار التلوث داخل مياه النيل هناك، وعلى الرغم من أن هذه الأقفاص مخالفة للقوانين البيئية والمحلية، فإن انتشارها بكثافة أدى إلى تفاقم الأزمة بعد نفوق مئات الأطنان من الأسماك، التى تحمل البكتريا والسموم بداخلها وتتحلل داخل المياه، لتصل إلى المواطنين من خلال محطات مياه الشرب، وأفادت مصادر مطلعة داخل شركة مياه الشرب بالبحيرة أن تحلل الأسماك النافقة ينذر بكارثة أخرى، مشيرة إلى أن مواد التنقية «الشبة والكلور» لا تفى بغرض تنقية البكتريا والسموم من المياه. من جانبهم حرر العديد من الأهالى بالمحمودية محاضر ضد اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، والمهندس خالد حسين، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالبحيرة، بصفتيهما، لاتهامهما بالتقصير فى حل أزمة تلوث مياه الشرب بترعة المحمودية، وتحميلهما المسئولية الكاملة عن الحالات المرضية التى زادت خلال الفترة السابقة، والتقاعس عن تنفيذ قرار النيابة العامة الخاص بتشكيل لجنة خماسية لبحث أسباب تلوث المياه، وطالبهما محام يدعى جمال خطاب بتعويض مدنى مؤقت قدره 10 آلاف جنيه، للضرر الذى لحق به وببقية الأهالى بمركز المحمودية، فيما وافق إسماعيل ريحان، مدير نيابة المحمودية، على قبول الادعاء المدنى.