راضى أبوهيكل، أسطورة الإجرام التى انتهت على أيدى رجال الشرطة، والذى كان يصفه الأهالى بأنه مافيا متحركة، قلبه لم يعرف الخوف، وهو ما دفعه إلى ارتكاب عشرات الجرائم، وترويع المواطنين، والسرقة والنهب فى وضح النهار، والسطو المسلح، ومهاجمة الشرطة، وفرض السيطرة على مناطق الصف وحلوان وأطفيح والشوبك، والاتجار فى المخدرات. اسمه الحقيقى الذى لم يعرفه الكثيرون هو «حسن أبوسريع»، صاحب الثلاثة والثلاثين عاما، والذى غيره بإرادته إلى الاسم الحركى «راضى أبوهيكل»، هو مجرم محترف لم تصنعه المصادفة، فقد تربى فى بيئة لا تعرف الرحمة، لم يطمح للتعليم، أو الترفيه، لكنه كان جادا ولم يشغل باله إلا ارتكاب الجرائم، والحصول على الأموال بطريقته الخاصة، فهو بطل واقعة السطو المسلح على بنك HSBC بالقاهرة الجديدة وسرقة مليونى جنيه، التى وقعت مؤخرا واستعان فيها «راضى» بعدد من رجاله، الذين تم ضبطهم وظل هو هاربا دون أمل محقق فى ضبطه. أهالى منطقة الشوبك الشرقى التابعة لمدينة الصف، كانوا يعلمون أنه لا مفر من العيش تحت رحمة «أبوهيكل»، فقد فقدوا الأمل فى قدرة الجهاز الأمنى على مواجهته، لاعتباره من أخطر العناصر الإجرامية على مستوى الجمهورية، وحسب ما أكدته مصادر أمنية ل«الوطن» فقد كان لديه عشرات المساعدين، وساعده على مواجهة قوات الأمن والنجاح فى التملص منهم طيلة تلك الفترة استخدامه لأسلحة متطورة، بمقارنتها بتسليح الأكمنة وقوات الشرطة فى الفترة الماضية رجحت كفته فى أى عملية تبادل لإطلاق الرصاص تقع بين الأمن وبين أفراد عصابته، بالإضافة إلى استخدامه سيارات حديثة مسروقة فى الهروب والتخفى داخل المناطق الجبلية هربا من القبض عليه عقب كل جريمة كبرى يرتكبها وأفراد عصابته. ولم يكن غريبا على شخصية إجرامية بهذا الحجم ارتكاب وقائع الهجوم على سيارة ترحيلات بالقاهرة الجديدة وتهريب 15 متهما، وفتح النيران على قسم شرطة الطالبية ومحاولة قتل ضابط بالقوات المسلحة بإطلاق الرصاص عليه لسرقة سيارته الملاكى، وإصابة رقيب شرطة بطلق نارى أثناء خدمته أمام قسم الطالبية حاول توقيف المتهم أثناء عودته وآخرين من سرقة شركة خاصة بسور مجرى العيون بالسيدة زينب، والهجوم على سيارة الترحيلات بمدينة السلام وتهريب 15 متهما من بينهم شقيقه، لتهريب شقيقه -هارب- بالإضافة إلى اشتراكه مع أفراد عصابته بالسطو على شركة صرافة ومكتب بريد حلوان وإطلاق الرصاص على أكمنة الشرطة والشروع فى قتل ضابطى مباحث بالتبين و15 مايو، إضافة إلى قيامه بسرقة بعض مخازن الحديد بمنطقة الصف بالإكراه، ودخوله بسيارات نقل وتحميل البضائع عنوة فى وجود العاملين وبعض أفراد الأمن الخاص، دون أن يتمكن أحد من إيقافه خوفا من تهديداته والأسلحة الآلية التى لا يتحرك من دونها. فى فترة ما قبل الثورة، فاض الكيل بالأجهزة الأمنية من كثرة الجرائم التى ارتكبها «راضى أبوهيكل»، وتمكنت من ضبطه عقب ارتكابه إحدى جرائمه، والتى حكم فيها عليه بالسجن 25 سنة، وهى قضية اختطاف أنثى واغتصابها تحت تهديد السلاح ومقاومة السلطات أثناء ضبطه، لكنه بعد ترحيله لسجن وادى النطرون، فكر فى الهرب كثيرا، وكانت فرصته الذهبية فى أحداث الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة، وهى فرصة لم يفلتها «أبوهيكل» ليعاود نشاطه الإجرامى، وخلال تلك الفترة قضى عليه بالسجن المؤبد مرة أخرى لمدة 25 سنة فى قضية اتجار فى المواد المخدرة، لكنه كان قد حصن نفسه بالمناطق الجبلية وعدة مساكن يتنقل بينها، حتى سقط فجر الجمعة الماضية، بعشر رصاصات اخترقت جسده، بعد حرب بالرصاص بينه وأفراد عصابته وبين قوات الشرطة التى داهمت مكان وجوده خصيصا لضبطه. المعلومات التى حصلت عليها الأجهزة الأمنية عن وجود «أبوهيكل» لم تكن الأولى من نوعها، فقد تم تحديد مكانه من قبل أكثر من مرة، وخرجت لمطاردته أكثر من 10 مأموريات، لكنها جميعا انتهت بهروبه من قوات الشرطة، وفى كل مرة كان يظهر فجأة ويرتكب جريمة أخرى، واضعا الأجهزة الأمنية فى حرج، بسبب عدم تمكنها من ضبطه، لكنها فى النهاية حشدت له عشرات الضباط والأفراد، حتى أردوه قتيلا، ليهرب شقيقه «أسامة» الذى لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، إلى المنطقة الجبلية، واضعا نصب عينيه شقيقه الذى قتل أمامه، ومسيرته التى ربما يفكر كثيرا فى إكمالها.