اعتبرت مجلة «نيوزويك» على موقعها الإلكترونى «ديلى بيست» الصعود المفاجئ للفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى الجديد من الظل كرئيس للمخابرات الحربية إلى قمة الهرم العسكرى فى مصر جزءا من لعبة «القوة والنفوذ» للرئيس محمد مرسى. وقال كريستوفر ديكى، مدير مكتب نيوزويك بباريس والمحرر المسئول عن الشرق الأوسط: «بالنظر للتاريخ التآمرى لجماعة الإخوان التى ينتمى إليها الرئيس يعتقد بعض المحللين السياسيين فى مصر أن السيسى كان «عميلا إخوانيا» داخل صفوف الجيش من البداية، لكن لا يوجد دليل على هذه الادعاءات، بل إن بعض أفكاره الثورية - بمعايير الجيش- ربما جاءت من الولاياتالمتحدة». ونقل «ديكى» عن روبرت سبرنج -الباحث الأمريكى المعروف فى الشأن المصرى- أن السيسى باعتباره مدير المخابرات الحربية كان المسئول الرئيسى عن «ضمان ولاء الضباط للقيادة العسكرية»، ومن الواضح -والكلام لكاتب المقال- أن السيسى كان واثقا من قدرته على الاعتماد على تأييد ضباط الجيش الذين عانوا من إحباطات مهنية عميقة لسنوات طويلة، وأضاف الكاتب فى معرض تحليله للتغيرات الكبيرة فى القيادات العسكرية المصرية أن المشير حسين طنطاوى الذى تدرب فى شبابه فى الستينات فى الاتحاد السوفيتى السابق، كان يرحب بالحصول على عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية فى شكل مساعدات عسكرية، لكنه ومساعديه المقربين «يرتابون بشكل عميق فى أى من مرؤوسيهم ممن يقتربون من أمريكا»، و«كان يتم تجاوز الضباط المنضبطين والمخلصين خصوصا الذين تفوقوا فى دراستهم فى الولاياتالمتحدة». وأشار الكاتب -الذى وصف الإطاحة بطنطاوى وتعيين السيسى بالثورة الهادئة داخل مصر- إلى أن وزير الدفاع الجديد حصل على الماجستير من كلية الحرب الأمريكية عام 2005 -2006، وشغل عدة مناصب قيادية فى سلاح المشاة، مما أعطاه مصداقية عند الجنود والضباط المقاتلين، والأهم من ذلك «أنه لمس وعاش بنفسه إحباطات الضباط». ويواصل الكاتب أن مرسى والسيسى استغلا مذبحة رفح التى جرحت كبرياء الجيش المصرى للتخلص من الحرس القديم واحدا تلو الآخر بدءا من رئيس المخابرات العامة مراد موافى وانتهاء بالمشير طنطاوى. واختتمت الصحيفة بأن واشنطن استقبلت تعيين السيسى بالارتياح وظهر ذلك فى تصريحات متعددة، ومنها قول وزير الدفاع ليون بنيتا إن وزير الدفاع الجديد «تدرب وقضى وقتا طويلا فى الولاياتالمتحدة ولديه إخلاص لا يتزعزع للعلاقات المصرية الأمريكية».