قالت نهاد أبوالقمصان، رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة: إن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لم يتذكر المرأة منذ تولية الرئاسة لا بكلمة ولا وعد، وقل فى حكومته عدد السيدات إلى اثنتين، على الرغم من أنها حكومة «تكنوقراط»، لافتة إلى أن فى عهده زادت نسبة الجرائم ضد النساء بدءاً من التحرش حتى القتل العمد، وشددت على أن مطالبات إقرار مبدأ دستورى يسمح للمرأة بالتوفيق بين البيت والعمل سيعيدها إلى العصور الوسطى، ووصفت الكاتبة سكينة فؤاد، المرشحة لمنصب نائبة الرئيس، بالشخصية الجديرة بالاحترام، لكن إذا تحقق الكلام ستكون مسئولة عن ملف «الإبداع» وليس عن ملف المرأة. * هل حقق الرئيس مرسى أياً من وعوده للمرأة المصرية؟ - الرئيس لم يتذكر المرأة المصرية منذ توليه الحكم، لا بكلمة ولا وعد، قال إنه سيعين نائبة للرئيس ولم يستجب، وفى التشكيل الوزارى الجديد، نقصت نسبة تمثيل المرأة من 4 سيدات فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى إلى اثنتين فقط فى حكومة الدكتور هشام قنديل. * البعض يرى أنها «حكومة إنقاذ»؛ لذا قل تمثيل المرأة فيها؟ - بالعكس، الحكومة الحالية «تكنوقراط»، أى حكومة موظفين، والكوادر العليا للنساء متفوقة فيها، خصوصا فى مجالات التعليم والصحة والسياحة والشئون الاجتماعية، وهناك المئات من الكفاءات النسائية. * هناك ترشيحات أن تكون الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد نائبة الرئيس؟ - الكاتبة سكينة فؤاد شخصية جديرة بالاحترام، لكنها -إذا تحقق الكلام- ستكون مسئولة عن ملف «الإبداع» وليس عن ملف المرأة، فاختيارها يكون «ضرب عصفورين بحجر»: سيدة -شكليا- فى المجلس الرئاسى، ولا علاقة لها بقضايا المرأة. * ما أهم المشاكل التى تعرضت لها النساء عقب تولى مرسى؟ - من خلال الرصد، هناك ارتفاع كبير فى معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق ضد النساء، ابتداءً من التحرش الجنسى حتى القتل العمد، مما يعكس مشاكل أخرى فى الحريات والمضايقات التى تتعرض لها النساء بسبب شكلية الحجاب والملابس وغيرها دون النظر إلى مشاكل الفقر وانقطاع الكهرباء والمياه وما تعانيه السيدات المعيلات من أصحاب المشروعات الصغيرة. * ما رأيك فى وضع المرأة فى الدستور؟ - إن تمثيل المرأة فى «التأسيسية» كان بنسبة ضئيلة جدا، فى بداية الأمر، وأعتقد أنه لا بد فى كتابة الدستور أن تمثل المرأة فى جميع الأبواب باعتبارها مواطنا، وأن يهتم واضعو الدستور بالصياغة، ويضعوا صيغة المؤنث، والبعد عن وهم الذكورة فى اللغة العربية الفصحى، ولا بد من المساواة أمام القانون وفى الحقوق والحريات العامة. * ما رأيك فى المطالبات بإقرار مبدأ دستورى يسمح للمرأة بالتوفيق بين البيت والعمل؟ - هذا الاقتراح سيذهب بنا إلى العصور الوسطى؛ لأن المرأة ستحصل على ساعات عمل أقل وأجر أقل، ولا يسمح لها بالترقى فى العمل على زملائها الرجال، وكان أولى أن يطالب المجلس القومى للمرأة بأن ينص الدستور على مادة تساعد المرأة من خلال بنية تحتية توفر فيها وزارة الشئون الاجتماعية حضانات بأجر عادل، وأن توفر لها أجهزة كهربائية بأسعار معقولة وبقسط يساعدها فى أداء عملها. * ما رأيك فى قوانين الأحوال الشخصية الحالية؟ - لم تحقق شيئا للمرأة، باستثناء الخلع الذى دفعت المرأة مقابلا كبيرا له مقارنة بأغلب الدول الإسلامية، وهناك مخاوف من حملات دعائية ضخمة لتغيير قوانين الأحوال الشخصية تستغل بعد الانتهاء من خطة ال100 يوم، للتعتيم على أداء الحكومة ومحاسبتها. * ماذا تريد المرأة من الرئيس؟ - على المستوى السياسى، مطلوب تمثيل المرأة بنسبة 30% فى المجالس المنتخبة، بدءاً من «التأسيسية» إلى جميع المجالس التشريعية المنتخبة، خصوصا أن السلطة التشريعية ما زالت فى يده، والقضاء على البطالة التى تمثل 4 أضعاف فى الرجال عن النساء، وأن يهتم بقضايا المرأة المعيلة والمشاركة بشكل كبير.