ينحني قليلًا ليداعب الأرنب الذي وقف ينظر له بانسجام، ووقف خلفهما أرنب بني آخر يقترب من الطفل الصغير الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، وتضفي الشمس إضاءتها عليهما من خلف النافذة الزجاجية، ويحتضن أخيه نفس الأرنب في صورة أخرى و ينظر للكاميرا بنظرات غامضة وسط الغابة. "ياورسلاف وفانيا".. طفلان يعيشان مع والدتهما إلينانا شوميلوفا في مدينة ريفية بسيطة في روسيا، تعلمت شوميولوفا التصوير وقررت أن تصور طفليها مع الطبيعة الساحرة، وسط الحيوانات، لتجسد لوحات فنية رائعة تمزج بين الطفولة وبراءتها وبين تلقائية الحيوانات في الريف. ظهر فانيا، ابنها الأصغر في إحدى الصور وهو يتأمل البط الأصفر الصغير الذي يلعب وسط الأشجار الخضراء، وفي مشهد آخر ظهر وهو يمسك فم كلب ضخم وخلفهما الضباب الذي غير ألوان الخلفية للأبيض. ويعتبر فانيا الكلب صديقه الوفي وأقرب الحيوانات إلى قلبه، حيث يقضي معه أغلب الوقت في التنزه وسط الحقول، أو يجلس معه وسط الثلوج في فصل الشتاء، بينما يفضل ياورسلاف الأرنب ويحتضنه بقوة في إحدى الصور، ويصر على أن يأخذه معه في غرفة نومه لينام بجانبه طوال الليل. وأوضحت والدتهما أنها لم تغير ألوان الصور، واعتمدت على إظهار الألوان الطبيعية، و قالت أنها تقضي أوقاتها في تصوير أبنائها مع الحيوانات في فصول السنة المختلفة وسط الحقول، فهي تعتبر ظهور ابنائها مع الحيوانات في مشهد واحد أحب وأفضل الصور إلى قلبها، فهي تعشق الحيوانات وتعمدت غرس ذلك في طفليها.