سأتكلم هنا عن (ضمير الحاكم) إن كان ضمير الحاكم ميتًا لن تفيد أي محاولات معه، حتى لو كان هذا الحاكم يتكلم باسم الدين، فإن كان لا يترجم هذا إلى أفعال لينتشل شعبه من الفقر والمرض والموت من إهمال الدولة له، فاعلم تمامًا أن ما يفعله لا يمت بأي حال من الأحوال إلى الدين الذي يتكلم بالنيابة عنه. فإن كان هذا الحاكم يحكم شعبًا به نسبة كبيرة تحت خط الفقر ولم يحصلوا على الحد الأدنى من التعليم، يجب أن يعلم هذا الحاكم أن هذا الشعب ينتظر منه أن يفي بما وعد به، الذي من أجله انتخبوه. ولكن يجب أن أقول لهذا الشعب الذي به نسبة كبيرة تحت خط الفقر، أنت المسؤول، فأنت اخترت منذ البداية أن الذي يحكمك يكون على أساس التفرقة، فعندما يحكمني من نادى في أوائل انتخاباته بالتفرقة والإقصاء والتكفير لأطراف أخرى وأنت رضيت بهذا، بل وشجعته أيضًا. فكن على يقين أن هذا الشخص مستعد أن يضحي بك في أول فرصة بعد أن يجلس على الكرسي. فصاحب الضمير الميت يستخدم أي وسيلة متاحة له إلى أن يتمكن وهذا بالأخص إن كانت له مصالح شخصية له ولانتماءاته التي ينتمي إليها. فيجب أن تعلم أيها المواطن المطحون أنه لا يراك، هو يراك فقط عندما يحتاج إلى صوتك، ويخرج ما في جعبته من وعود لكي يغازلك بها، ويخرج من جعبته أيضًا بعض الأموال وأي شيء أنت في حاجة إليه. ولكن لماذا لا تفكر أن هذا يعد بمثابة رشوة للحصول على صوتك؟ هل الرشوة تتفق مع ما ينادي به وبأنه هو رمز للدين والآخرين كافرين؟ هل التكفير والتخوين والعنف الذي يتبعونه أثناء الانتخابات تتماشى مع ما ينادي به الدين من تسامح ورحمة؟ إذا فالخطأ الأكبر هنا بقع على شريحة معينة من قلب هذا الشعب الذين ينادون أيضًا بالإقصاء والتكفير للآخرين، لذلك أعطوه أصواتهم. فكونوا على يقين أنه بعد أن يستقر على كرسيه، سيتعامل معكم كما أنتم تعاملتوا مع الآخرين بإقصائهم. فكل هذا لا يرضي الله أبدًا، ولكن أنتم رأيتم من وجهة نظركم أن هذا هو ما يرضي الله، هل يرضي الله ما وصلنا إليه الآن؟ هل يرضي الله أن شعب بلدي من أطفال وشباب وسيدات وشيوخ يقتلوا، إما من الإهمال الصارخ أو من أيدي بعض المسؤولين في هذه البلد، سواء بالتعذيب أو بأي وسيلة أخرى مثل الطعام الفاسد والمياه الفاسدة ومستشفيات غير آدمية وغير متوفرة أيضًا؟ هل هذا يرضي الله؟ الإنسان يعرف من لسانه، إن أخفق في وعوده فهو في الأساس كان لا يعني ما وعد به ولا يوجد أي مبررات على وجه الأرض تستطيع أن تبرر ما خرج من فمه من أكاذيب ووعود واهية. ولكن للأسف الشديد هذا كان اختيار الشعب، وللأسف الشديد أيضًا أن أول من سينكوي بنار هذا الحاكم هم مَن اختاروه، ولكن هكذا تتعلم الشعوب الفقيرة، لا بد أن يدفعوا الثمن إلى أن يتعلموا ما هي الأشياء الأساسية التي يجب أن يختاروا الحاكم على أساسها. لكن الخوف كل الخوف أن يستبدلوا الشخص بآخر ولكن الفكر والأسس التي سيختاروا عليها تكون هي هي. أرجو أن نتعلم فماذا ستسفيد أنت شخصيًا إن كان حاكمك يصلي أو لا يصلي؟ هو الذي سيحاسب لا أنت، أتهتم له أكثر من أن تهتم لنفسك ولأطفالك؟ وما الذي سيفيدك أيضًا إن كانت صلاته هذه تكلف الملايين؟ وأنت تموت من الإهمال أو من المرض بدافع أنه لا يوجد المال الكافي. لماذا أيها الحاكم تسطيع توفير الملايين لصلاتك وتعجز عن توقيرها للمواطن المطحون الذي انتخبك؟ هل هذا ما انتخبته من أجله؟ لا بد أن تعلم أيها المواطن المطحون أنك شاركت في كل ما يحدث، لأنك من البداية وافقت على مبدأ إقصاء الآخرين، إلى أن تم إقصاؤك أنت في أول فرصة.