بنت سألت على الفيسبوك سؤال عن إيه أكثر صفة مميزة ل"المصري"، طبعًا هي أكيد ندمت أنها سألت، لأن الإجابات لو كانت المفروض تساعدها، فهي أكيد توهتها.. المصري في المجتمع هو كل حاجة وعكسها، أي حاجة ممكن تركب عليه، يعني عادي لما تلاقيه مسجل خطر بيعدي راجل ضرير في الشارع، وفقير لكن يحلفك ميت حلفان أنه هو اللي هيدفع أجرة الأتوبيس. مجتمعنا فيه كل التناقضات، "العيب" فيه أشد من اللي ربنا حرمه، فإنك تعمل كل اللي أنت مقتنع به في السر، يكون أفضل من أن تطبق قناعات المجتمع هي فالأساس مختلفة عن رأيك، وتتبع مبدأ القطيع وكأنك بتتحرك بريموت، في إيد العادات التقاليد اللي تورثتها جيل بعد جيل. في مجتمعنا بس، الإلحاد موضة مش اتجاه فكري مثلًا، والحرية يعني تعمل كل المنتقد، والمرفوض من الناس حتى لو مش مقنع بالنسبة لك، أبو جالبية وسبحة ودقن لحد ركبه، يركب عربية السيدات لما يكون المترو زحمة، ويكشر في وش بنت مش محجبة "غض البصر"!. في مجتمعنا بس، لو ماشي في الشارع ورميت حاجة في الشارع عادي، لكن لو شيلت حاجة من الأرض، يحدفوك نظرة قرف وتعجب، الست تركب مع جوزها وسط الستات في مترو السيدات عادي، لكن الراجل يركب مراته مع الرجالة وتتلزق فيهم، أكيد ميصحش!. في مجتمعنا بس، اللي متجوزتش عانس، واللي اتجوزت بيتها أولي بيها، واللي اشتغلت رميت عيالها، واللي خلفت بنت ربنا يرزقها بولد، واللي خلفت ولد إن شاء الله تخاويه، واللي اتطلقت معيوبة، واللي جوزها مات منحوسة، واللي مش عايزة تتجوز يحوطها جبال من الظنون، وكل واحدة حرة في حياتها لو مش من العائلة، وعيوب الراجل تستحملها الست، لكن عيوبها يا تغيرها، يا يغيرها هو. في مجتمعنا بس، الراجل يقبض مرتب 30 يوم شقي 500 جنيه، ويدفع إيجار شقته 1000 جنيه، وبيشتغل سواق تاكسي بعد ما اتخرج من هندسة، وقهوجي في الأصل مخلص سبع سنين طب!.