أكد المهندس زياد عبدالتواب، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن «اليونيسكو وافقت على طلب وزارة الثقافة بإصدار ملخص لموسوعة التاريخ العام لأفريقيا، المكونة من 8 أجزاء فى 8 مجلدات صادرة عنها، فى 240 فصلاً، وهو ما يتم إصداره قبيل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى». وأضاف «عبدالتواب»، خلال مؤتمر عُقد صباح اليوم لإطلاق موسوعة «مختصر التاريخ العام لأفريقيا» التى تم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع دار الكتب والوثائق القومية والمركز القومى للترجمة وذلك بالمقر الرئيسى لمركز المعلومات، أن «45% من الموسوعة الأصلية فى 4 مجلدات، وأن الباحث الرئيسى فيها الدكتور سيد فليفل، عضو مجلس النواب، بمشاركة باحثين أفارقة ومؤرخين»، موضحاً أنها تستهدف مواجهة محاولات طمس حضارة وتاريخ أفريقيا قبل الاستعمار، وإثبات الأصالة والجدارة فى القارة، وأنها الأقدم فى الحياة الإنسانية، وظهرت عليها مصر كأقدم دولة بالتاريخ. وشدد رئيس المركز على أن مصر نجحت فى نقل ثقافة أفريقيا لآسيا وأوروبا عبر موقعها المفصلى بينها، مشيراً إلى أن القارة ليست مظلمة، وأن الأوروبيين ليسوا أول من اكتشفوها كما يقال، مشيراً إلى أن «الملخص» يأتى للاطلاع على ثقافة وتاريخ شعوب القارة، لدحض الحديث عن تخلفها والأكاذيب التى تثار فى هذا الصدد، لافتاً إلى أن مصر لديها مكانة متميزة فى التاريخ الأفريقى، وأنها كانت وستبقى قبلة للشعوب الأفارقة لتبادل السلع والعلم والمعلمين والشيوخ والقساوسة، حيث تربطنا وحدة تاريخ ومصير، موضحاً أن إصدار الموسوعة قبيل رئاسة مصر للاتحاد يؤكد مسارها الأفريقى، وعزمنا على إحداث نقلة نوعية للقارة للارتقاء بمكانتها. «عبدالتواب»: نستهدف مواجهة محاولات طمس حضارة وتاريخ القارة.. «فليفل»: «السيسى» سيسلمها للقادة خلال رئاسته ل«الاتحاد الأفريقى» وقال «فليفل» إن الرئيس السيسى سيسلم مختصر «الموسوعة» خلال رئاسة الاتحاد الأفريقى لعدد من الزعماء والقادة الأفارقة، مضيفاً أن مصر لديها الكثير من المحاور التى يمكنها التعامل مع القارة فيها، ودفع العمل المشترك فى جوانب متعددة، مؤكداً أنه تم تقديم مادة علمية، يتم تعديلها تربوياً للإدماج بالمراحل الدراسية، حول علاقتنا بأفريقيا وتاريخنا فيها، موضحاً أن الموسوعة تُعد تأصيلاً للروابط القديمة التى من المفترض أن تكون نقطة انطلاق العلاقات العربية والأفريقية فى المستقبل. وقال الدكتور غيث فريز، مدير مكتب اليونيسكو الإقليمى للعلوم فى الدول العربية ومدير مكتب المنظمة بالقاهرة، إن «اليونيسكو» حريصة على تعزيز التعاون مع مصر بالتزامن مع تسلمها رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال الأسبوع المقبل، بالعمل لما فيه صالح الشعوب، خاصة أن المنظمة تتطلع للتعاون مع القاهرة للاستفادة من الفرص التى تمثلها والتعامل مع النمو الديموجرافى والحكم الديمقراطى والتنمية المستدامة والنمو الاقتصادى. وأشار «فريز» إلى أنهم سيعملون مع مصر على مجالين رئيسيين، هما «بناء السلام» وأيضاً «مجتمعات» شاملة وسليمة ومرنة والتنمية المستدامة والقضاء على الفقر، والإفصاح عن الإمكانات الكامنة لتنمية القارة. وأوضح مدير مكتب «اليونيسكو» أن «مصر لعبت دوراً مهماً على مدار التاريخ، وأنه سيتم التعاون المشترك لمواجهة التحديات وتعزيز التعاون بين الوطن العربى وأفريقيا عبر بوابتها، والعمل على بناء السلام والقضاء على الفقر وتحسين جودة التعليم وتسخير العلم والتكنولوجيا والابتكار لتعزيز التنمية والثقافة وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين والسلام وتعليم المواطنة». وقال اللواء محمد عبدالمقصود، رئيس محور دعم اتخاذ القرار ب«معلومات الوزراء»، إنه «تم الاتفاق مع اليونيسكو منذ أكثر من 8 سنوات لإنجاز هذا العمل (الموسوعة) بالتعاون مع عدد من الجهات مثل دار الكتب»، منوهاً بأن الهدف الأساسى منها هو تمكين المثقفين وغيرهم من توسيع مدارك الشباب، وأنها تقدم للقارئ مرجعاً عظيماً فى الشئون الأفريقية. وأضاف «عبدالمقصود» أننا «حريصون على الاستفادة من رئاسة مصر للاتحاد، واستعادة دورها الريادى، حيث سيتم اتخاذ نقطة انطلاق المرحلة المقبلة لذلك، وأيضاً أن يكون لها دور فى كل ما يخص تنمية القارة». يُذكر أن مختصر «الموسوعة» مكون من 3236 صفحة فى 4 مجلدات من أصل المجلدات الثمانية البالغة 7216 صفحة، وهو ما يعنى أن لدى القارئ والمثقف العربى ما يقترب من 45% من حجم الموسوعة الأصلية. «اليونيسكو»: رئاسة مصر ل«الاتحاد» فرصة لتعزيز التعاون لصالح «شعوب القارة» و«عبدالمقصود»: عودة للريادة.. و«خاطر»: سنلبى الاحتياجات الملحة لكل دولها وقال المستشار محمد خاطر، مدير إدارة التجمعات والمنظمات الأفريقية بالوزارة، إن مصر اختيرت لرئاسة الاتحاد فى توقيت دقيق تتزايد فيه تساؤلات وأطروحات القارة، حيث تمتزج آمال وتطلعات تحقيق الاستقرار والبناء والأمن والتنمية، مع تطورات اقتصادية وسياسية فريدة فى تاريخها وتحديات وتهديدات مهمة فرضها ضعف مؤسسات الدول فى مناطق مفصلية بها. وأشار خاطر»، خلال المؤتمر اليوم، إلى أن القارة تواجه تحديات أخرى مثل الإرهاب، والتطرف الدينى والعرقى، والجريمة المنظمة، ما يحرم أبناءها من مواردها ويدفع شبابها لهجرها للبحث عن مستقبل مجهول فى مغامرة غير محسوبة فى أغلب الأحيان، مما يفرغ القارة من المتميزين، مشيراً إلى أن عام 2019 سيكون عاماً للاجئين والنازحين والهجرة. وأوضح أن «مصر ستعمل على التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى المتمثل فى إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية، والعمل على خلق تحالفات للاستثمار فى البنية التحتية العابرة للحدود وتعزيزها، إضافة إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز التنفيذ، وضمان الشروع مباشرة فى تطبيقها فعلياً لتحقيق تحرير التجارة، وأيضاً توفير فرص عمل وتعظيم العائد من الشباب باعتبار القارة تضم أكبر نسبة من الشباب بين نظيراتها، فضلاً عن تطوير منظومة التصنيع الأفريقية والقيمة المضافة للمشروعات، وإصلاح مجلس الأمن والسلم الأفريقى، وتعزيز التعاون القارى لدحر الإرهاب، ومنع النزاعات والوقاية منها، والوساطة فى القائم منها، والانخراط فى دور أكثر فاعلية فيها». وأشار «خاطر» إلى أن مصر ستعمل على الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد الأفريقى، وإتاحة الوقت الكافى للدراسة الدقيقة لبناء توافق صلب مبنى على الدراية بعملية الإصلاح، والإصلاح الإدارى ومنظومة التوظيف لمفوضية الاتحاد الأفريقى، وتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية، لافتاً إلى أنها تضع على رأس أولوياتها أيضاً مد جسور التواصل الثقافى والحضارى مع أفريقيا، كما ستقوم بدعم الفعاليات الثقافية مثل مهرجانات السينما والقراءة والرواية والشعر، وإقامة أسابيع ثقافية ثنائية، ودعم مواهب القارة والرياضة الأفريقية. وأوضح مدير إدارة التجمعات والمنظمات الأفريقية أنه سيتم تعميق الحوار الاستراتيجى مع جامعة الدول العربية وخطة عمل أفريقية 2019 - 2021 لخلق مشاريع مشتركة عابرة للحدود تسهم فى توفير فرص عمل حقيقية، وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية الدوليين والمحليين ودول العالم المهتمة بالاستثمار فى أفريقيا وتفعيل التبادل الاقتصادى والتجارى فى مختلف المجالات.