أفسدت حرارة الجو، وغياب المسؤولين بمجلس مدينة بني سويف فرحة الاحتفال بالعيد على المواطنين، فكانت حرارة اليومين الأولين قاسية للحد الذي منعت فيه الكثير من المواطنين من الخروج ، فاختفت مظاهر الفرحة بالعيد والاحتفال به على كورنيش النيل ، والذي كان يعرف ازدحاما شديدا طوال أيام العيد ، فأصبح بفعل الحر غير قادر على الخروج والتنزه ، وبدا الكورنيش الذي بيلغ طوله 3 كيلومترات خاليا تماما من المارة ومن مرتاديه من الشباب ، بل وتشابه الحال في المقاهي والكافيتريات التي أصبحت خالية تماما من روادها. قال محمد محمود مدرس "إننا سنقضي العيد هذا العام في بيوتنا ، خاصة أن جميع حدائق بني سويف مؤجرة لرجال أعمال ولا تقدر الأسر الفقيرة والمتوسطة على تحمل دفع فاتورة دخول تلك الحدائق بالرغم من أنها مجانية أو برسم رمزي خصصت في الأساس للفقراء ولم يتبق لنا إلا بعض أجزاء خالية من كورنيش النيل الذي أنشيء من أجل المواطنين ولكن للأسف يسيطر عليها البلطجية وأرباب السوابق ، ما يجعلنا نخشى على أبنائنا وبناتنا". بينما يؤكدعلي أمين بالمعاش أنه لم يستطع الخروج من بيته بسبب الحر الشديد ، علاوة على أن معظم المقاهي غير مكيفة ، وأن المكيف منها يغالي في الأسعار، لافتا إلى أن جميع سائقي الميكروباص الداخلي رفعوا الأجرة داخل المدينة إلى جنيه ، بعد أن كانت نصف جنيه ، بحجة " العيد .... وكل سنه وانت طيب " متسائلا " أنى لمواطن بسيط أن يتحمل مواصلات أسعارها قفزت للضعف ، ومقاه مشروباتها تصل للضعف ، وجو قائظ ، وميزانية محدودة؟"، " بينما يتساءل فهمي حسين بالضرائب العامة "أين المسؤولين في المحافظة من الفوضى في الشارع وارتفاع الأسعار ، وسيطرة البلطجة ، وغياب القانون؟"، متابعا لم أستطع الخروج من بيتي أنا وأبنائي، فلا مكان محترما يمكنك أن تجلس فيه أنت وأبنائك، أحمل المحافظ ومدير الأمن كامل المسؤولية عن تردي الأوضاع في المدينة التي لم ترحم غنيا أو فقيرا". وأشارت شيماء شعبان، موظفة، إلى أنها لا تستطيع الخروج هي وأبنائها للكورنيش للحدائق العامة بكورنيش النيل ، لأنها لا تقدر على تحمل تكلفة المشروبات والمأكولات في الحدائق التي أجرتها الدولة للبلطجية وأرباب السوابق ، والتي تحتاج ميزانية لا تقل عن 100 جنيه، وأشارت إلى أنها عندما فكرت في التوجه وأبنائها لزيارة حديقة الحيوان فوجئت بعدد كبير من الشباب يتحرشون بإحدى الفتيات، بينما أغلب من في الحديقة من أرباب السجون والبلطجية، فقررت المغادرة على الفور خشية أن يصيبها وأبناءها مكروها أو أذى، بينما شاركتها إسراء مصطفى، معلمة، الرأي مشيرة إلى أن قضاء العيد في زيارة الأقارب يعد الخيار الأمثل في مثل هذه الحالات التي لا يمكن فيها للمواطن البسيط أن يجد مكانا عاما يتمكن من التنزه فيه هو وأفراد أسرته.