تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، صباح اليوم، متحف الفن الإسلامي، وتجول رئيس الوزراء في أنحاء المتحف، مشيدًا بما يملكه من ثروة حقيقية، وكتب كلمة تذكارية في المتحف. يُعد "متحف الفن الإسلامي" بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية أكبر متحف للفنون الاسلامية في العالم؛ حيث يضم المتحف حوالي 100 ألف تحفة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس. تميزت هذه التحف بالشمولية لفروع الفن الإسلامي على امتداد العصور، ما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، وفقًا لما ورد على الموقع الرسمي للمتحف. بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل، وبالتحديد في عام 1869، وتم تنفيذه في عصر الخديوي توفيق عام 1880، عندما جمع فرانتز باشا التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله. وفي عام 1882 كان عدد التحف الأثرية التي تم جمعها 111 تحفة، وبعدها تم بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربي" تحت إدارة فرانتز باشا الذي ترك الخدمة عام 1892. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وتحديدًا في 28 ديسمبر 1903 تم افتتاح المبنى الحالي، وتغير اسم الدار عام 1951 من دار الآثار العربية إلى "متحف الفن الإسلامي"، وكانت معروضاته موزعة في ذلك الوقت ب23 قاعة مقسمة حسب العصور والمواد. ومرَّ المتحف بمرحلة هامة بين عامي 1983- 1984، وتم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت 25 قاعة، ثم مساحة كانت تشغلها محطة الوقود على يمين المتحف، والتي تم استغلالها في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا. في عام 2003 بدأت عمليات التطوير الشامل بالمتحف، حيث تم تغيير نظام العرض المتحفي بصفة عامة، وفي أكتوبر 2010 تم افتتاح المتحف. وينقسم المتحف تبعًا للعصور والعناصر الفنية والطرز، من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ويقسم إلى 10 أقسام تبعًا للعناصر الفنية وهي: "المعادن، والعملات، والأخشاب، والنسيج، والسجاد، والزجاج، والزخرف، والحلي، والسلاح، والأحجار، والرخام". توقف المتحف عن العمل واستقبال رواده مرتين، بدأت "الوقفة الصغرى"، بعدما شهد المتحف الفن الإسلامي تطويره وترميمه الثاني في 2002، حتى افتتاحه في أغسطس 2010، لتأتي ثورة 25 يناير وتنسحب الشرطة من الشوارع، فيُغلق المتحف خوفًا على مقتنياته من أيادي العابثين، وتوقفت مشروعات شهر رمضان المتفق عليها مع التليفزيون لإذاعة برامج من حديقة المتحف عقب افتتاحه، وبعد فترة ليست بالهيّنة عاد المتحف الذي تم افتتاحه عام 1903، إلى نشاطه. وتعرض المتحف في 24 يناير 2014 لدمار كبير؛ نتيجة للتفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة التي تقع بالجهة المقابلة له، وظل المتحف قرابة العام بعد تفجير عام 2014 حتى تم البدء في إعادة تأهيله مع حلول أوائل عام 2015، وذلك عن طريق المنح المقدمة من الجهات الدولية المختلفة، ويأتي على رأسها المنحة المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي خصصت لتطوير المتحف من الداخل بالكامل. هذا إلى جانب منظمة اليونسكو، ومركز البحوث الأمريكي، والحكومة السويدية، وكذلك المنحة المقدمة من الحكومة الايطالية، وقد تم العمل على إعادة النظر في سيناريو العرض المتحفي، والعمل على تلاشي بعض تحديات العرض السابق، وأعيد افتتاحه مرة أخرى في 17 يناير 2017.