كونه يتمكن من الهرب سريعا، ويجيد فنون المراوغة والتخفي عن أعين الأمن، أطلق عليه اسم "عصفورة" ، هو ليس طائرا حقيقيا، لكنه لقب لمسجل خطر يدعي "عمر" - 28 سنة - تخصص في سرقات السيارات الفارهة بأكتوبر "عصفورة" الذي لا يزال طليقا حتى الآن، ارتكب أكثر من 35 جريمة سرقة سيارات من السيدات بالمنطقة خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولم تتمكن المباحث من القبض عليه ، بالرغم من أن بياناته ليست مجهولة بالنسبة لهم، فهو معروف لديهم إسما وسنا وعنوانا "هو شاب في العقد الثاني من العمر متوسط الطول يستقل أحدث موديلات السيارات ،يجلس بجواره شاب آخر يرتدي نظارة شمسية و(مسرح شعره سبايك ) طريقته فى السرقة تعتمد على (الاصطدام الخفيف ) بالسيارات التي تستقلها الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 28 و 40 سنة أثناء سيرهن فى شوارع الشيخ زايد والحي السابع بأكتوبر، وعقب نزول الفتاة لكي ترى أثار الصدمة، ينزل الشاب الثاني من السيارة ليعتذر لها بأدب، بينما يغافلها المتهم ويسرع إلى سيارتها ، ويتمكن من الهرب بها" .. هكذا كانت أقوال معظم ضحايا عصفورة . "عصفورة " بدأ ممارسة نشاطه الإجرامي منذ عام تقريبا، وتحديدا في أوائل فبراير من العام الماضي، وتم تحديد هويته عقب أول واقعة ارتكبها، حيث كان يسير في الساعة الثامنة مساء في أحد شوارع الشيخ زايد وبصحبته فتاة عمرها 22 سنة، واصطدم بسيارة طالبة بكلية الطب جامعة 6 أكتوبر، وأثناء نزولها من السيارة طلب من الفتاة التحرك بسيارته، والاعتذار للطالبة حتى يتمكن هو من سرقة سيارتها، نجح في مهمته وتمكن من الهرب، بينما توصلت المباحث إلي الفتاه التي كانت ترافقه ،وناقشتها حول مدى علاقتها بالمتهم الهارب . أدلت الفتاة التي كانت إلى جوار"عصفورة "داخل سيارته بعدة بيانات عن المتهم، أقرت بأنها صديقته وأن علاقة محرمة تربطهما، وقالت أنه يعمل سائق ميكروباص، داهمت المباحث شقة المتهم بالحي الأول بأكتوبر وعثرت علي صور شخصية له وجهاز لاب توب، ولكنها لم تتمكن من القبض عليه، وفور علمه بأنه مطارد ، اختفى فترة طويلة وجمد نشاطه الإجرامي . طيلة شهر ديسمبر الماضي والبلاغات تتزايد حول سرقات السيارات من الفتيات فى أكتوبر وخاصة طالبات الجامعات الخاصة والأثرياء والعرب، وفي كل مرة تناقش المباحث الضحايا عن صفات المتهم الذي ارتكب وقائع السرقة، يجمعن أمام العميد "مجدي عبد العال" - رئيس مباحث قطاع أكتوبر - على انه " شاب نحيف يرتدي نظارة سوداء وشعره مصفف بقصة سبايك" ، بالإضافة إلى استقلاله سيارة موديل حديث. وتؤكد الضحايا قيام المتهم بالاصطدام بسيارتهن من الخلف أثناء تهدئة سرعتهن أمام مطب صناعي وأثناء نزولهن من السيارات ، ينزل شاب من السيارة ويحاول الاعتذار ثم يغافلهن ويستقل السيارة ويفر هاربا، ويؤكدن على أن هناك دائما شاب أو فتاة تجلس إلى جواره، يتولى أي منهما قيادة سيارته والهرب بها بعيدا عن مكان الجريمة. تعرض المباحث علي الفتيات صورا للتشكيلات العصابية والمشتبه بهم من المسجلين خطر في نشاط سرقة السيارات إلا أنهن لم يتعرفن على أحدهم، وأثناء فحص معاون مباحث أكتوبر ، الرائد "محمد ربيع"، بلاغا مماثلا منتصف الشهر الماضي من طالبة فلسطينية الجنسية تدرس بجامعة مصر للتكنولوجيا، تعرضت لسرقة سيارتها أثناء سيرها بالحي المتميز بأكتوبر، عرض عليها عددا من صور المسجلين، وكالعادة لم تتعرف علي المتهم، وفجأة سقطت صورة "عصفورة "من ملف، كان موجودا على المكتب، أشارت عليها الفتاة فورا دون تردد ، وقالت للضابط "هو ده الحرامي، هو اللي سرق العربية". توجهت مأمورية من المباحث بقيادة رئيس مباحث أول أكتوبر، المقدم "هاني درويش"، إلى محل إقامة عصفورة القديم، ولكنها لم تعثر عليه، وتبين من التحريات أنه غادر محل إقامته منذ عدة أشهر، فتم وضع خطة بحث وتحر أشرف عليها مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، اللواء أحمد سالم الناغي، لملاحقة "عصفورة" منذ شهر ولم تتمكن حتى الآن من القبض عليه، برغم استمرار المتهم في ارتكاب سرقات جديدة. تم عمل ملف كامل للمتهم احتوى على جميع جرائمه وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بضبط وإحضار المتهم الذي لا يزال طليقا يختفي فترة ويظهر لينفذ جريمة جديدة في غفلة من الأمن.