رصدت «الوطن» الساعات الأولى من الاستفتاء على الدستور الجديد، فى قرية «دلجا» فى محافظة المنيا، التى اشتهرت كإحدى القرى التى يسيطر عليها تنظيم الإخوان الإرهابى، وشهدت أحداثاً دامية، عقب فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة» فى 14 أغسطس الماضى، عندما هاجم أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى قوات الشرطة، وطردوهم من نقطة شرطة القرية، واعتدوا على منازل عدد من المسيحيين الذين يشكلون نسبة كبيرة من أهالى القرية، قبل أن يحكم الجيش والشرطة سيطرتهما على القرية مرة أخرى. أهالى القرية يؤكدون أن أعضاء تنظيم الإخوان طالبوهم بمقاطعة الاستفتاء، وزعموا أن التصويت ب«نعم» على الدستور يعنى التصويت ب«نعم» للفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، ورفض الإسلام، وقال أحد مواطنى القرية: «أغلب المشاركين فى الاستفتاء النهاردة من المسيحيين، وقليل من إخواتنا المسلمين، والإخوان يهددون كل من يرغب فى المشاركة فى الاستفتاء ويستوقفون الأهالى، بالقرب من لجان الاستفتاء، ويقولون: انتم هتصوتوا النهاردة وإحنا هنصوت عليكم الجمعة». تضم قرية دلجا، الواقعة فى مركز «دير مواس»، أكثر من 12 لجنة استفتاء منتشرة فى عدد من المدارس، والمعاهد فى القرية، من بين المدارس التى تضم لجاناً للاستفتاء على الدستور «مدرسة مصطفى كامل الابتدائية، ودلجا الإعدادية، والثورة الإعدادية، وأبوبكر الصديق الابتدائية والمعهد الدينى بدلجا، والجمعية الزراعية». قوات الشرطة كان لها وجود أعلى كثيراً منه فى أعقاب الأحداث التى شهدتها القرية عقب فض اعتصامى أنصار الإخوان فى «رابعة العدوية» و«النهضة»، فى 14 أغسطس الماضى، حيث أحرق مواطنون مؤيدون للرئيس المعزول نقطة الشرطة هناك، ومنعوا قوات الشرطة والجيش لاحقاً من دخول القرية حتى تمكنت قوة من الجيش من دخولها فى سبتمبر الماضى وإحكام سيطرة الجيش والشرطة على القرية. وتتمركز قوات الشرطة فى القرية مؤقتاً فى مبنى «روضة أطفال» تابع للوحدة المحلية، حتى إعادة افتتاح نقطة الشرطة فى القرية، كما تنتشر قوات للجيش لتأمين الاستفتاء. وتواصلت مسيرات مؤيدى الرئيس المعزول بدلجا حتى مساء أمس الأول عشية الاستفتاء على الدستور حيث انطلقت، بحسب سيد عبدالله، أحد ساكنى القرية، مسيرة من مسجد عباد الرحمن إلى وسط القرية رددت هتافات مناهضة للجيش والشرطة، والاستفتاء على الدستور. ويبرر سيد عبدالله، القاطن بدلجا، سبب ضعف الإقبال فى دلجا مقارنة ببقية قرى ومدن محافظة المنيا قائلاً: «الناس بس ممكن تكون خايفة من المسيرات اللى مش ساكتة فى دلجا ولسّه أول امبارح كان فيه مسيرة فى البلد، خايفين يحصل زى ما حصل بعد 14 أغسطس ورابعة». ويتهم أحد المواطنين المسيحيين بالقرية، رفض الإفصاح عن اسمه، مؤيدى الرئيس المعزول بدلجا، بالاحتيال على المواطنين الراغبين فى المشاركة فى التصويت، من خلال تجميع بطاقات الرقم القومى بزعم وجود أنابيب بوتاجاز جاهزة للتسليم، وأنه لن يتم تسليمها للمواطنين إلا بالبطاقة. وقال القس أيوب صالح، راعى كنيسة مارجرجس الكاثوليكية بدلجا، إن مجهولين مزقوا صباح أمس لافتات رفعتها الكنيسة تهنئ فيها المسلمين بمناسبة المولد النبوى. وأضاف: «الاستفتاء يسير على خير ما يرام بفضل المشاركين من المواطنين الشرفاء، والوجود الأمنى للشرطة والجيش بما يمنع حدوث أى قلاقل فى دلجا». ونشبت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان الإرهابية فى 4 مراكز بالمنيا، فيما تمكنت قوات الأمن من ضبط 23 منهم، فى الوقت الذى شهدت محافظة المنيا إقبالاً حاشداً على عملية التصويت على الدستور، وعبر معظم الناخبين، خاصة بالقرى عن سعادتهم البالغة بالتنظيم والتأمين الرائعين لجميع اللجان والمقار الانتخابية، فيما هزمت طوابير النساء الرجال، بعدما شاركن بفاعلية منقطعة النظير. وقالت نجلاء محمد، مسئولة الاتصال بالتيار الشعبى بالمنيا إن الأقباط شاركوا بفاعلية فى جميع لجان المحافظة، وتحدوا إرهاب الجماعة الذى تمثل فى المسيرات والتظاهرات المعادية للجيش والشرطة. ونجحت سلطات الأمن بالمحافظة بقيادة اللواء أسامة متولى فى إفشال جميع المسيرات التى خرجت لتعطيل عملية الاستفتاء، وتم ضبط 2 من الإخوان بدلجا، خلال مسيرة انطلقت أمام مجمع المدارس، تم تفريقها بقنابل الغاز دون التأثير على عملية التصويت، كما تم ضبط 8 آخرين بحى أبوهلال، وبحوزتهم منشورات لمقاطعة الدستور. وفى مدينة المنيا، خرجت مسيرة لعناصر الإخوان من مسجد عمر بن الخطاب لمطالبة المواطنين بمقاطعة الاستفتاء على الدستور وعدم التصويت، وأثناء تفريق قوات الآمن المسيرة، نشبت اشتباكات بينها وبين المشاركين فى المسيرة، تم السيطرة عليها باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. وتكرر نفس المشهد تقربياً فى مدينة «مغاغة»، وتم ضبط 8 من عناصر الإخوان المسلمين بعد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أيضاً.