قطعت مشواراً طويلاً حتى تصل إلى لجنتها الانتخابية فى الجمالية، حيها القديم أبت أن تغيره فى البطاقة بعد أن نقلت سكنها إلى النزهة الجديدة، هيام حسين، ربة منزل فى أواخر الأربعينات لم ترهقها المسافة الطويلة التى تجاوزت الساعتين فى التاكسى، قدر ما أرهقتها نظرات الناس لنقابها وسؤالهم: «رابعة ولا مصر؟». لم يكن النقاب فقط هو المقلق لهيام فى هذا اليوم، لكن كان ابنها الأكبر هو أحد أسباب هذا القلق «ابنى ظابط شرطة ونازل فى التأمين خفت عليه بس قلت هو زيه زى آلاف غيره نازلين ومعاهم ربنا»، خوف هيام على ابنها دفعها للنزول من منزلها والمشاركة فى الاستفتاء «يعنى هو أنا هخاف على نفسى ليه وأنا ولادى فى الخطر اللى هيجرى عليهم، يجرى على». دخول «هيام» إلى لجنتها فى مدرسة الحسين الإعدادية كان كفيلاً بأن يلفت إليها انتباه كافة الواقفين فى الطابور «هما الإخوان مش مقاطعين ولا دى جاية ترفع رابعة وتتصور»، قالتها إحدى نساء الطابور، ببساطة وهدوء أشارت «هيام»: «الناس معذورة برضه فى تفكيرهم بس هما لازم يفرقوا، مش هاقلع النقاب عشان الإخوان ومش مضطرة أحلف لكل واحد فى الشارع، إنى بحب السيسى وهقول نعم للدستور».