"اليوم.. يفتتح أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة"، هذا أول عنوان نشر عن انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي أقيم في يناير عام 1969 بدورته الأولى، تزامنا مع احتفال القاهرة بعيدها الألفي، إذ قرر الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي الإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، وذلك حسب الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية للهيئة العامة المصرية للكتاب عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وفي مساء 22 يناير 1969 جرى افتتاح الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بأرض المعارض بالجزيرة "دار الأوبرا المصرية حاليا"، بمشاركة 5 دول أجنبية وحوالي 100 ناشر علي مساحة 2000، وذلك حسب تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات. ومن أبرز ما كتب عن المعرض، مقال المفكر الكبير الدكتور فؤاد زكريا، والذي نشر بمجلة الفكر المعاصر في عدد فبراير 1969، تحت عنوان "بين معرض ومؤتمر"، ذاكرا فيه انطباعاته ورؤيته باليوم الأول للمعرض، وذلك وفقا لما ذكره الكاتب والباحث في التاريخ الثقافي محمد سيد ريان، بكتابه "حكاية أول معرض دولي للكتاب". ونقلا عن الكتاب، ذكر الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل اليوم، قائلا: "كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة، وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أني لن أجد إلا نفراً قليلاً من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح. بل لقد بلغ بي التشاؤم حدا ظننت معه أني قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، في جو أفضل.. وما أن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلاً بنجاح هذا المعرض". واستكمل زكريا "كانت قاعات العرض وأركانه محتشدة بآلاف من المثقفين الذين لم يكن معظمهم على الأرجح - ولكنه آثر المغامرة بحضور الافتتاح بلا دعوة، كيلا يفوته هذا الحدث العظيم، وكانت أرجاء المعرض الفسيحة غاصة بشبان وشيوخ وفتية وفتيات يتزاحمون حول رفوف العرض حتى لا يكاد يدفع بعضهم بعضاً وهم متراصون أمامها لا يريدون أن يفوتهم منها شيء". ومن بين الصحف التي حرصت على توثيق أول معرض دولي للكتاب، ما نشره أحمد عيسى رئيس تحرير مجلة الكتاب العربي، في افتتاحية عدد أبريل 1969 من المجلة تحت عنوان "على هامش أسبوع معرض القاهرة الدولي للكتاب"، ذكرا فيها أن أسبوع معرض القاهرة الدولي للكتاب، مستطردا "كان مفاجأة كبرى للزائرين، ومفاجأة أكبر للعارضين، فلم يخطر ببال الكثيرين أن يحظى معرض للكتاب، تغلب عليه الصفة الأجنبية، بإقبال منقطع النظير من أهل القاهرة، ربما لسوء ظن بالقارئ المصري". ومع مرور الأعوام، واستمرار انطلاق معرض الكتاب اهتمت الصحف المصرية بتغطية هذا الحدث الثقافي، ومن أبز العناوين التي ظهرت " لأول مرة.. جميع الدول العربية تشارك في معرض الكتاب هذا العام"، في يناير عام 1998 بجريدة الأخبار، "بانوراما معرض الكتاب" و "حتى لا يصبح معرض الكتاب .. أداة لقتل صناعة الكتاب".