تحت رعاية وبحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، انطلقت، صباح اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان "التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان" الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة. ومن المقرر أن يستمر المؤتمر من 20 إلى 22 يناير الجاري، وجاء حفل الافتتاح بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. وحضر الحفل وزيرة الثقافة، و120 باحث ومتخصص من 16 دولة عربية وأفريقية من بينها: الأردن، فلسطين، تشاد، تونس، الجزائر، السودان، السعودية، جنوب السودان ، سوريا، العراق، اليمن، سلطنة عمان ، المغرب، الجزائر، ليبيا، البحرين، لبنان، مصر. ومن المقرر أن تناقش جلسات المؤتمر، على مدار 3 أيام عدة محاور منها: التنمية الثقافية وبناء الإنسان .. مفاهيم ومقاربات، بناء الإنسان الثابت والمتحول، التنمية المستدامة والهوية الثقافية، التحديات التى تواجه بناء الإنسان، بالإضافة إلى تنظيم عدد من ورش العمل والموائد المستديرة، وكانت وزيرة الثقافة قد أصدرت قرارها بتشكيل لجنة علمية للتنظيم للمؤتمر برئاسة الدكتور سعيد المصري. وبدأ المؤتمر بكلمة أمين المجلس الأعلى للثقافة، الذي رحب بالحضور توجه بالشكر إلى وزير ة الثقافة، وقال سعيد المصري "يأتي عقد هذا المؤتمر في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية ووزارة الثقافة إلى تحقيق أهداف استراتيجية مصر 2030 في التنمية المستدامة وتفعيل برامج العمل لبناء الإنسان". وكان لزاما علينا في المجلس الأعلى للثقافة، ونحن نتجه إلى العمل في مجال تطوير ومتابعة السياسات الثقافية، أن ندعو كافة المثقفين والباحثين والعلماء والكتاب في العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى دائرة حوار كبيرة حول أولويات عمل الحكومة بشكل عام ووزارة الثقافة بصفة خاصة نحو قضايا التنمية الثقافية وبناء الإنسان، وأن يكون المجلس الأعلى للثقافة وعاء فكر لتبادل الرأي والحوار وإنتاج الأفكار التى يمكن أن تساهم فى تحقيق التنمية بصفة وعامة والتنمية الثقافية بصفة خاصة". وتابع "المصري" حديثه قائلًا: "كما تعلمون، فإن التنمية المستدامة عملية مستمرة من التطوير الهادف للارتقاء بالحياة الإنسانية بصورة عادلة ومتوازنة، وتشير تجارب التنمية إلى جهود دولية فارقة في جعل الثقافة جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من ناحية ووضع الإنسان على قمة أولويات التنمية المستدامة من ناحية أخرى. وقد ترتب على ذلك تزايد الاعتراف العالمي بأهمية العلاقة الوثيقة بين الثقافة والتنمية المستدامة في بناء البشر. وفي هذا الصدد يسعى المؤتمر إلى إثارة كثير من الأسئلة للحوار من قبيل: ماذا تعنى التنمية الثقافية؟ وماذا تعنى الاستدامة من الناحية الثقافية؟ وما طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة؟ وما المقصود ببناء الإنسان في ظل الجهود التنموية التي تستهدف بناء قدراته وإسعاده؟ وما التحديات التي تواجه العمل التنموي بمقتضى الغاية نحو بناء الإنسان؟ وما العلاقة بين بناء الإنسان وإشكاليات بناء الهوية الوطنية؟ وما العلاقة بين التراث وبناء الإنسان؟ وكيف تستطيع التنمية الثقافية العمل على بناء البشر وإطلاق طاقاتهم الإبداعية؟ وإلى أي مدى تستطيع جهود التنمية العمل على بناء الإنسان على أسس التسامح والانفتاح بعيدا عن التعصب والتطرف الفكري؟، هذه الأسئلة وغيرها مطروحة للنقاش الجاد في المؤتمر عبر جلساته المختلفة بهدف خلق حراك فكرى حول العلاقة بين التنمية الثقافية المستدامة وإشكاليات بناء الإنسان، ومن دواعي سرورنا أننا حين أطلقنا الدعوة للكتابة والمشاركة فى المؤتمر منذ شهر سبتمبر 2018 وهناك إقبال كبير على المشاركة من كافة التخصصات ومن مختلف الأعمار ومن الذكور والإناث ومن مختلف الجامعات والمؤسسات الثقافية داخل مصر وخارجها بما يربو على 350 طلبا للمشاركة. وإن دل ذلك عن شيء فإنما يدل على أن موضوع المؤتمر يمثل هما مشتركا بيننا جميعا. وأسفرت اجتماعات اللجنة المنظمة للمؤتمر عن اختيار 92 مشاركا، منهم 48 مشاركًا من مصر و44 مشاركا من 16 دولة عربية. بالاضافة إلى مشاركة 22 من أعلام الفكر والعلم والثقافة كرؤساء ومعقبين في الجلسات البالغ عددها 23جلسة تعقد بالتوازي. ونأمل أن تسفر المناقشات الجادة عن أوراق بحثية وأوراق عمل وأوراق سياسات تنشر في كتاب يصدر في شهر مايو 2019.