ظهر اسمها كمخرجة بنهاية التسعينات على بعض الكليبات، تصور البعض أنها غير مصرية لاسمها غير المألوف، اشتهرت لاحقاً بفيلمها السينمائى الأول «مبروك وبلبل» عام 1998، فقدمت فيه قصة مصرية خالصة تدور أحداثها فى قرية ريفية، موهبة طاغية اتسمت بها المخرجة الشابة ساندرا نشأت، التى تصدت بفيلمها الأول للأفلام التجارية التى كانت سائدة فى ذلك الحين. بعد أكثر من 16 عاماً كانت «ساندرا» قد قدمت ثمانية أفلام حفرت بها اسمها كمخرجة متميزة. حملت الكاميرا من جديد وعادت لتطوف قرى ونجوع مصر، لتقدم فيلمها التسجيلى «شارك» الذى يمثل استطلاعاً مصوراً لنماذج عشوائية تعبر عن موقف قطاع كبير من المصريين من الاستفتاء على تعديلات الدستور. اختارت «ساندرا» نماذج بشرية تمثل الغالبية العظمى من الشعب المصرى، من فلاحين وعمال ومواطنين بسطاء، وشباب، وأطفال شوارع، وباعة جائلين، كى تقدم فى 12 دقيقة صورة لمصر الحقيقية بدون «ماكياج» أو «رتوش»، تعمدت أن تبتعد عن طبقات المثقفين أصحاب الكلام المنمق المرتب، قدمت آراء بسيطة وتلقائية وعفوية، لتنقل صورة شديدة الواقعية فاقت فى تأثيرها حوارات النخبة التى تكتظ بها شاشات الفضائيات يومياً. من أحياء القاهرة إلى شوارع طنطا، مروراً بمدينة طهطا، والمنيا والأقصر وأسوان والفيوم والإسكندرية، تجولت ساندرا نشأت بالكاميرا يصاحبها فريق عمل لا يتجاوز عدده 6 أفراد، ركّبت فى خلفية حوارها مع من قابلتهم أغنيات فلكلورية وشعبية، استدعت صدى صوت أعلام الفن والثقافة، نجيب محفوظ، يوسف وهبى، فيروز، سيد درويش، محمد طه، أحمد عدوية، ومحمد العزبى، من أبناء تلك المحافظات، لتضاعف من حالة الصدق النابعة من تلقائية المتحدثين. رفضت «ساندرا» اللجوء للأفكار التقليدية وإخراج حملات إعلانية معدة سلفاً للتوعية بأهمية المشاركة فى الدستور، وفضلت السعى وراء الأصعب وغير المألوف كما اعتادت فى مشوارها الفنى الذى حملت فيه أفكاراً متمردة، وقدمت أفلاماً متميزة منذ مشروع تخرجها فى المعهد العالى للسينما عام 1992 بالفيلم الروائى القصير «آخر شتا»، ثم فيلمها التسجيلى الأول «الموفيولا» عن المونتير الكبير كمال أبوالعلا، وبعد أربعة «كليبات» لخالد عجاج وغادة رجب وهانى شاكر ومحمد فؤاد، وجدت طريقها للسينما مع يحيى الفخرانى وفيلم «مبروك وبلبل»، الذى حصلت عنه على عدة جوائز. انتظرت «ساندرا» أربع سنوات قبل أن تعاود انطلاقها من جديد بفيلم رومانسى «ليه خلتنى أحبك»، ثم غيرت مسارها إلى الأفلام الكوميدية فأخرجت «حرامية فى كى جى تو» و«حرامية فى تايلاند»، ثم أفلام التشويق التى نجحت فيها كذلك «ملاكى إسكندرية» و«الرهينة» و«مسجون ترانزيت» و«المصلحة»، وكلها أعمال حققت نجاحاً جماهيرياً ولفتت الأنظار إلى موهبة مخرجة صغيرة السن، متقدة الذهن، متمردة. درست ساندرا نشأت الأدب الفرنسى، ورفضت امتهان التمثيل رغم ممارستها له فى مدرستها الإعدادية، فاختارت الإخراج السينمائى طريقاً لها.