اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، القوات الحكومية العراقية والمسلحين الموالين لتنظيم "القاعدة" الذين يقاتلونها في محافظة الأنبار، بالتسبب في مقتل مدنيين عبر أتباع طرق قتال، وصفتها بأنها "محظورة". وقالت المنظمة، في بيان لها، أن "طرق القتال المحظورة من قبل كل الأطراف، تسببت فى خسائر بشرية ودمار في الممتلكات". وانتقدت المنظمة القوات الحكومية، لقيامها بعمليات قصف عشوائية على أحياء سكنية، وكذلك المسلحين لانتشارهم في المناطق السكانية وشن هجمات منها. كما حذرت المنظمة من أن مدينتي الفلوجة والرمادي، تعانيان من نقص في المواد الغذائية والماء والوقود بسبب الحصار المفروض عليهما. وخسرت القوات الأمنية العراقية، السبت الماضي، مدينة الفلوجة، بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين بعد الحربين الأمريكيتين، اللتين هدفتا إلى قمع التمرد فيها في 2004. وعززت القوات العراقية أمس الأول، استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة بعد يومين من إعلان مسؤول حكومي عراقي أن "القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة"، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد الإرهابيين، لتجنيب المدينة عملية عسكرية مرتقبة. واستبعد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية، الفريق الركن محمد العسكري، أن تقوم القوات باقتحام مدينة الفلوجة الآن. وسيطر المسلحون الموالون لتنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى الفلوجة على أجزاء من مدينة "الرمادي"، فيما تمكنت القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر من استعادة بعض منها، إلا أن المناطق التي تخضع منذ السبت الماضي لسيطرة المسلحين، لا تزال خارج سيطرة الدولة. وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي، منذ أكثر من أسبوع نحو 250 شخصا، بحسب مصادر رسمية، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن هذه المعارك تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن.