فى حضن الهلال يعيش الصليب، وعلى الأرض نفسها يقترب المسجد من الكنيسة، ويشتبك حلم المسلم والمسيحى، الجميع ينظر فى اتجاه واحد سعيا وراء حالة من الدفء والأمان، ورغم رومانسية المشهد وجاذبية الصورة، يلتهب الواقع ويرتبك الأمر، عندما يقع خلاف بين مسلم ومسيحى، وتنتشر الأخبار من الشمال إلى الجنوب عن اشتعال الفتنة الطائفية فى مصر، وتقف العقول حائرة متسائلة: هل السلام الذى يربط عنصرى الأمة مجرد مشاعر سطحية أم أن الفتنة تكمن خلف مؤامرة خارجية؟ وتقترب دراما رمضان هذا العام من قضية الفتنة الطائفية، محاولة إلقاء الضوء على أسبابها حتى نتفادى آثارها وتداعياتها، ويظهر ذلك بوضوح فى مسلسلى «أخت تريز» بطولة: حنان ترك، و«عرفة البحر» بطولة: نور الشريف، ويراهن المبدعون على قدرة الدراما على التنبؤ بالفتنة وقتلها، ولكن الواقع لا يعترف بالنوايا الطيبة، وأكبر دليل على ذلك هو أحداث دهشور الأخيرة، التى تجعل الأعمال الدرامية التى تصب فى هذا الاتجاه محاولة فاشلة لعلاج جرح عميق.