أكد الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، أنَّ قيم الحرّيّة والاحترام المتبادل والتضامن، يمكن نقلها منذ سنوات الطفولة الأولى، مضيفا أن العائلة تشكل المكان الأول لزرع ثقافة السلام والتضامن. وأشار بطريرك الكاثوليك، خلال كلمته في قداس عيد الميلاد، الذي ترأسه مساء اليوم، بكاتدرائية العذراء بمدينة نصر، إلى أن تلك القيم تُزرع في الإنسان عبر المربين والمعلمين في المدارس ومراكز التجمعات للأطفال والشباب، كما تنتقل تلك المسئولية أيضا إلى العاملين في الحقل الثقافي والإعلامي ووسائل الاتصالات الاجتماعية، وهم مسؤوليتهم كبيرة فى مجال التربية والتنشئة نظرًا إلى اتساع إمكانية الدخول إلى هذه الوسائل، ويقوم واجبهم فى أن يضعوا أنفسهم في خدمة الحقيقة لا المصالح الخاصة، فالتربية تؤثّر إيجابا أو سلبّا على تنشئة الأجيال كلها. وأوضح الأنبا إبراهيم إسحق أن السلام مسيرة حياة تبدأ من قلب الإنسان التائب عندما يكتشف المتناقضات في داخله؛ بين الرغبة في النمو الذاتي والغيرة من الآخرين، بين فهم الوداعة والاعتقاد بأهمية القوة والسلطة، حين يقبل الإنسان ذاته ويثق أنّ الله يحبه كما هو، ويدعوه إلى التصالح مع غضبه وتاريخه وصعوباته، وإلى خلق جسور تفاهم وتقابل بين الناس فلا يتحول الاختلاف إلى صراع ونزاع، ولا يصبح العنف حلاً للخلافات، وإنّ الإنسان الآخر أهم من موضوع الخلاف.