بداية أقول إن حديثي عن جيل التسعينات ليس فقط لأنني من مواليد هذا الجيل، فالموضوع أكبر وأشمل وأوسع من ذلك بكثير، لأن باختصار شديد يا عم الحاج زمن وجيل التسعينات هو – في رأيي- آخر مرحلة من مراحل الزمن الجميل، الأغاني والمسلسلات وأفلام الكرتون وحتى "البوظو والشيبسي واللبان" كلها أشياء بالطبع كانت جميلة ولها بصمة في ذاكرة كل أبناء هذا الجيل. أبدأ منين ولا منين ولا منين.. ده جيل سوى الهوايل، وشاف عمرو دياب ومصطفى قمر وعلي الحجار وهما "لسه وراور" وفي بداية مسيرتهم الفنية، جيل حسام حسني وإسماعيل البلبيسي وعلي حميدة وعلاء عبدالخالق- اللي ظهروا واختفوا في ظروف غامضة- جيل مازنجر وبوجي وطمطم وعمّو فؤاد ونيللي وشيريهان وفطوطة وبكار وكابتن ماجد، جيل مسلسلات أرابيسك وزيزينيا وليالي الحلمية، جيل الأتاري و"الجيم آند ووتش"، جيل البوكيمون والبلي والدبور، جيل "لبان علي بابا" وملبس كان اسمه "البخت" اللي يطلعلك فيه يا إما خاتم بلاستيك ولو حظك حلو يطلع لك "خاتم نحاس". "أنا من البدايااااااة يا غربة بتحمّل.. وخلاص كفايااااااة صعب إن أنا أكمّل"، لأ ده مش أحمد مكي في دور "حزلقوم"، ده المطرب إسماعيل البلبيسي اللي عمل ألبوم واحد في التسعينات واختفى بعد ذلك، كان شأنه شأن مطربي تلك المرحلة من حيث "الشعر الطويل والدقن"، وكتير من أغاني المرحلة التسعينية دي كانت تتحدث عن المعاناة وهجر الحبيب والحب من طرف واحد، وأيضًا "النفسنة" في الحب، ما سمعتش المطرب حسام حسني وهو بينفسن على صاحبه وبيقول له "كل البنات بتحبك.. كل البنات حلوين"، ولا خالد علي- المغني مش السياسي- وهو بيقول "محتار أختار مين فيهم هما اللي الاتنين عاجبنّي"، يا عم خالد طالما الاتنين عاجبينك يبقى اختار اللي معجبة بيك فيهم مش عايزة فقاقة حضرتك يعني. بعد الفطار في شهر رمضان، كنا نقعد حوالين التليفزيون منتظرين "بوجي وطمطم" ومازنجر وباور رينجرز وسلاحف النينجا، والكنافة في ايدينا اليمين وكوباية قمر الدين في الإيد الشمال، بعد ما استمتعنا ب"عمو فؤاد" قبل الفطار. "معاك آش ولا بيكاتشو" لو معاك "بيكاتشو" يبقى هتبدله ب15 قطعة بوكيمون ولو معاك "آش" تبقى محظوظ وهتبدله ب30، والبوكيمون – لمن لا يعرفه- هي قطع مستديرة الشكل كانت في أكياس بطاطس "ليز"، ولكن كعادتنا في "الأفورة" وكما طلعنا إشاعة إن محمد صبحي "مسيحي"- اسمه محمد ومسيحي واخد بالك انت- وكما أشعنا أن بهاء سلطان "جاسوس" وأن الفئران تدخل في مفرمة اللانشون، وهي كلها للأسف من الهلاوس والشائعات التي شوهت مرحلة التسعينات، فبالمثل زعم البعض أن "البوكيمون" فكرة يهودية ووزعوا ورقة فيها معاني أسماء الشخصيات وزعموا أنها إساءة للإسلام وللذات الإلهية، ما أدى إلى توقف واختفاء "البوكيمون" وشركة "ليز" أصلاً. "أهلا أهلا كاراتيه.. طعمك حلو كدة ليه" يا ريت على طعمه بس يا عم الحاج، ده الكيس كان مليان بوظو.. وبكام؟.. ب10 قروش بس ! .. مش دلوقتي كيس الشيبسي في بطاطسيتين كبار ومعاهم خمسة ستة صغيرين.. يلا هنقول إيه بقى غير الحمد لله والله يرحمها ويعيدها أيام. كنت أنا وأخويا فؤاد الصغير- اللي في الجيش دلوقتي ربنا معاه هو وكل اللي زيه- نتخانق على الأتاري اللي أبويا جابهولنا، كان هو يحب لعبة "ماريو" وأنا أحب لعبة "علاء الدين"، وفي النهاية نصل إلى حل وسط ونقعد نلعب "ماتش كورة" أو "سلاحف النينجا" أو أي لعبة زوجي تتلعب بالدراعين "الجوي ستيك يعني". "الغش طرطش رش ع الوش بوية.. ما دريتش مين بلياتشو أو مين رزين" أغنية من كلمات الشاعر سيد حجاب- قبل ما يكتب ديباجة دستور 2013- وغناء حسن فؤاد، من مسلسل "أرابيسك" للفنان صلاح السعدني.. المهم.. شوف الكلمات والمعنى مش دلوقتي اللي بقينا بنسمع "آه يا بت يا خايبة" و"مش هتيجي ومش هروح"، تحس إن الكائن اللي ارتكب الجريمة وكتب الهلس ده كان مستعجل أو كان متخانق أو "مبلبع" حاجة، وعلى رأي اللمبي: "الناس دي بتاكل إيه ؟".. المشكلة إن الهلس ده بقى في كل فرح، مش بس في الأحياء الشعبية.. وقليل اللي بيشغل حاجة تتسمع. أنا واحد من جيل التسعينات.. فخور إني عشت في جيل ساب ذكريات جميلة واحتفظ ببعض من نقاء ورُقي الزمن الجميل، وأتمنى إن ذوقنا يرجع يعلى تاني وكفايانا بقى إسفاف وهبوط.. احنا عملنا ثورتين على نظامين.. عايزين كمان بالمرة ثورة ثقافية وثورة اجتماعية.. ثورة على كل حاجة فاسدة وتافهة بنعيشها.. بجد هي دي الثورة الحقيقة اللي محتاجينها.