بالرجوع إلى الأرشيف السورى تستطيع أن تجده بسهولة، يرفرف بألوانه الثلاثة» الأصفر، الأبيض، والأسود، ويتوسطه ثلاث نجوم حمراء. هو العلم السورى، الذى غاب عن الأنظار منذ سيطرة حزب البعث على الحكم فى سوريا، ليعود من جديد مع اندلاع الثورة السورية، ويكون أحد معالم الثورة المجيدة. هذا العلم الذى يرمز الآن للثورة ضد الرئيس السورى بشار الأسد تم تغييره قديماً من قبل النظام الحاكم الذى ادعى أنه ليس علم سوريا، وإنما علم الانتداب الفرنسى على سوريا الذى امتد من عام 1922 إلى عام 1946. الناشط مأمون جمعة أبوروان، من مدينة «الرستن» بسوريا، كان له رأى آخر، عبر عنه قائلاً: «علم سوريا الأخير يشير إلى عصابة الأسد، ولحقبة الظلم التى دامت لحوالى 40 عاماً، فهو يرمز لنظام إجرامى، ولهذا اضطررنا لاختيار علم آخر ينتمى لدولة سوريا، وفى نفس الوقت يعبر عن الثورة السورية المباركة». جاءت فكرة عودة العلم السورى القديم ليكون رمزاً للثورة، فى رأى أبوروان، بعد بدء الثورة، حين كان النظام يخرج بمسيرات تأييد للحكومة، رافعين العلم السورى الحالى، وكان الثوار يرفعون أيضاً نفس العلم فى مظاهراتهم، وبالتالى كان يصعب التفريق بينهما، لذلك جاءت فكرة العودة للعلم القديم، حيث بدأ الأمر بشكل فردى، ثم انتقلت الفكرة للآخرين بشكل سريع. يستمر أبوروان فى حديثه المعبر عن حب شديد لبلده وإيمان أشد بثورته، قائلاً: « علم الثورة السورية يمثل العزة والكرامة، فالنجوم الحمراء رمز لدم الشهداء، واللون الأخضر هو الرمز الإسلامى، والأسود للحداد على شهداء 6 أيار وقت الحكم العثمانى، والأبيض رمز للسلام»، ومن هنا يحلم أبوروان، بأن تنجح الثورة السورية، ويصبح علم الثورة العلم الرسمى لسوريا مرة أخرى.