دعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إلى ترجيح قيم التسامح التي يحض عليها الإسلام، ودعا مجلس الوزراء إلى اتخاذ الإجراءات لإعادة الهدوء إلى ولاية غرداية، بعد أيام من المواجهات التي اتخذت طابعاً مذهبياً في الولاية بين السنة والأقلية الإباضية، وأدت إلى سقوط عشرات الجرحى. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن "بوتفيلقة"، قوله في الاجتماع الأخير للحكومة مساء أمس، إنه "يتابع الوضع بحرص وعناية في غرداية"، مشدداً على وجوب ترجيح قيم التسامح و الوئام والحوار التي يحث عليها ديننا الحنيف وفضائل التضامن والوحدة العريقة في بنية مجتمعنا. وطالب "بوتفيلقة" الحكومة بالمسعي الجاري من أجل إيجاد ما يتطلع إليه مواطنو هذه الولاية من حلول مواتية قصد إعادة الدعة والسكينة بما يصون انسجام تنميتها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن مبادرة لوضع حد للاشتباكات سيقدمها عبدالمالك سلال رئيس الحكومة. وبالتزامن مع هذه التطورات، دعا مجلس الشيخ باعبدالرحمن الكرثي، الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب، وهي منطقة تقطنها الأقلية الإباضية، السلطات إلى التحقيق في الأحداث الأخيرة، مشددا على أن الجزائر ليست في حاجة لمزيد من الدماء والدموع. من جانبها، أعلنت الأجهزة الأمنية الجزائرية عن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في المواجهات بين شباب حيي المجاهدين وقصر غرداية، الأسبوع الماضي، التي امتدت لاحقاً إلى باقي أحياء المدينة الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوبالجزائر العاصمة، لتخلف أكثر من 60 جريحاً بعد تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقد أخذت المواجهات طابعا مذهبيا بين السنة والأقلية الإباضية التي يقدر عدد أفرادها بقرابة 200 ألف نسمة.