عقد المجلس القومي لحقوق الإنسان مائدة مستديرة لمناقشة "قانون الجمعيات الأهلية"، وذلك في سياق تفعيل مبادرة رئيس الجمهورية للاستجابة لمطالب الجمعيات الأهلية بتعديل القانون رقم 70 لسنة 2017. ويهدف المجلس من عقد المائدة، بحسب بيان له، إلى بلورة رؤية مشتركة حول الفلسفة والمبادئ والغايات ذات الصلة بالعمل الأهلي والمتعلقة بوضع قوانين لتنظيم الجمعيات الأهلية. وشارك في أعمال المائدة 25 من ممثلي مؤسسات العمل الأهلي وأكاديميين ومتخصصين وخبراء وأعضاء وباحثي المجلس القومي لحقوق الإنسان. وافتتح المائدة محمد فايق رئيس المجلس، الذي أكد في كلمته على بواعث القلق المشروعة للمنظمات غير الحكومية بشأن القانون الحالي، فضلا عن تأثيره السلبي على صورة مصر دوليا، مشيرا إلى محورية دور المجتمع المدني في الدولة الحديثة في تحقيق التنمية المستدامة وفق نهج تشاركي مع كل من الدولة والقطاع الخاص. وأشار فايق إلى الخيارات المتاحة حاليا، وهي ثلاثة أولها تعديل القانون الحالي، وثانيها إعداد مشروع قانون جديد كليا، وثالثها تبني مشروع القانون الذي أعدته وزارة التضامن وأقره مجلس الوزراء في سبتمبر 2016. واستخلصت المائدة التوصيات التالية: - القانون رقم 70 لسنة 2017 قد حد من إسهام المجتمع الأهلي على الصعيدين الاجتماعي والتنموي. - مختلف الآراء أكدت على تفهمها لأهمية اعتبارات الأمن القومي والرقابة الموضوعية ووضع الضوابط الضرورية الكفيلة بضمان مبادئ الشفافية والنزاهة، فضلا عن الفعالية والإسهام المأمول من المجتمع المدني. - الحاجة لتبني قانون كفيل بضمان التوازن بين اعتبارات حرية التأسيس والنشاط وبين اعتبارات الأمن والشفافية ويكون مستقرا ومتوافقا عليه ويتمتع بالاستدامة ويحقق التوازن والاستقرار في العمل. - أهمية إجراء حوار مجتمعي واسع من أجل صياغة قانون جديد يتوافق والدستور ونصوصه ويتواءم مع المعايير المعمول بها عالميا. - الدعوة إلى دعم مشروع قانون وزارة التضامن الاجتماعي الذي انتهى إعداده في العام 2016. - أهمية عقد لقاء بين المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزيرة التضامن الاجتماعي واللجنة الوزراية المكلفة بتعديل قانون الجمعيات الأهلية لعرض مخرجات المائدة المستديرة. - ضرورة تنسيق جهود المجلس مع كل المبادرات من أجل مراجعة وتعديل القانون بهدف تعزيز الوصول لرؤية مشتركة أوسع نطاقا، وبما يؤدي إلى التوافق بين سلطات الدولة وأصحاب المصلحة. ودعا المشاركون، المجلس لتكثيف الحوار مع أعضاء مجلس النواب لبناء التوافقات الضرورية من أجل التوصل لآليات تفاهم وتعاون وتنسيق لا تتوقف عند حدود تنظيم عمل الجمعيات الأهلية وغيرها من فضاءات المجتمع المدني.