توفي البحار محمد مندي متولي الشهير "بالبحار مندي"، اليوم، عن عمر يناهز ال95 عامًا، بعد رحلة صراع طويلة قضاها مع المرض. "مندي" ودع عالم البحار الذي عاش فيه أكثر من 70 عامًا، وكان الأديب الراحل صالح مرسي، ألف عنه رواية "البحار مُندي"، والتي تحولت إلى مسلسل يحمل الاسم نفسه أخرجه هاني لاشين، وأدى فيه دور البحار الراحل الفنان أحمد عبدالعزيز. كانت "الوطن" التقت "مندى" شهر مايو عام 2015، حيث ظهر عليه ملامح العجز واختفت أسنانه، وزحف الشيب إلى رأسه. كان يعمل مندي قبل وفاته في حراسة نادى الكشافة بمنطقة بحري، وقبلها 5 سنوات في الهيئة البحرية، ولا يملك تقديم شيء لزواره سوى سرد قصص النضال الذي عاشه ضد الاستعمار الإنجليزى، وكان يتذكر تفاصيله لحظة بلحظة. وعلى الرغم من تجاوزه ال90 عامًا، إلا أنه كان يتمسك بفلسفته الخاصة تجاه البحر، وكان دائمًا ما يردد مقولة الشهيرة "البحر لا يقبل دخول الجبناء إليه"، وكان دائمًا ما يرفض مناداته بأي لقب إلا ب"البحار". كان "مندي" ضمن صفوف كتيبة المدفعية بالقوات البحرية التي أطلقت القذائف فرحًا برحيل الملك فاروق عن البلاد، ودائمًا ما كان يحكي أنه أطلق 21 طلقة عندما جرى عزل الملك وركب الباخرة "المحروسة" لإيطاليا. ويفخر دائمًا البحار "مندى" ببطولات شبابه وقت الاستعمار البريطاني، والحرب ضد إسرائيل في حرب 73، ورغم كبر سنه وشيخوخته إلا أنه رفض ترك البحر، حيث كان يصف نفسه دائما بأنه "السمكة التي تفارق الحياة لمجرد خروجها من الماء".