ينطلق المركب بأصحابه، يشق طريقه ضد التيار، يظل أصحابه يهتفون بالحرية، يحركهم فى الطريق «شراع» يحمل لافتة كبيرة باسم «الدين والشرعية»، هؤلاء يبحثون عن حقهم فى الأرض من عدو استعمرها، وآخرون يبحثون عن شرعية الحكم والتمسك بمقعد القبطان، تأتى رياح عاتية تضرب المركب بمن فيه، يحاول البعض القفز بحثاً عن النجاة، يذكرهم أحدهم بميثاق الرحلة «حركة المقاومة الإسلامية حماس جناح من أجنحة الإخوان المسلمين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى، يربطهم ارتباط تنظيمى لا يجوز نقضه»، يعود الجميع متسلقاً الشراع، يهتفون بالوحدة واستمرار الروابط فيما بينهم، تلك تدمر والأخرى تخرب غير مبالين بردود الفعل، تأتيهم سحب غائمة تحمل أمطاراً تطلق سهامها فى قلوب الركاب كافة، وتهدد الرحلة بالغرق، تأبى كل الموانئ استقبال المركب، قرار واضح «الإخوان منظمة إرهابية»، يأتى الاختبار الصعب لقوة الترابط، فتقفز «حماس» برجالها باحثة عن فرصة أخيرة للنجاة «إن انتماء حماس لفكر جماعة الإخوان المسلمين لا يعنى انتماءها التنظيمى»، هكذا صرح المتحدث باسمهم، فكانوا آخر المتخلين عن التنظيم الإرهابى بعد سنوات الوحدة والترابط. لعبة التصريحات قادتها إحدى وكالات الدولة الأكثر تعصباً للتنظيم الإخوانى حالياً، تخرج وكالة الأناضول التركية ناقلة لخبر قرار إعلان الحكومة المصرية «إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية»، تسأل المسئولين بشكل واضح «وماذا عن حماس؟»، يرد وزير التضامن الاجتماعى، أحمد البرعى، بشكل دبلوماسى يقبل معانى كثيرة «إن حماس جزء من تنظيم الإخوان الدولى، ولن نسمح لها أو لغيرها بالتدخل فى شئوننا، أما عن إدراج حماس كمنظمة إرهابية فسنبحثه مستقبلاً»، ينتقل الخبر فى لحظات لغزة، تعود الوكالة لتسأل الطرف الآخر ومواجهته بالتصريحات المصرية.. تنطفئ شعلة «حماس» التى تكررت مراراً كلما ذكر انفصالها عن الإخوان، والتى قالوا عنها من قبل «أريحوا أنفسكم، فإننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا إلى مدرسة الإخوان»، اختلفت التصريحات فور إعلان الجماعة منظمة إرهابية، فجاء سامى أبوزهرى، المتحدث باسم «حماس»، متنصلاً منهم، ومؤكداً أن الفكر لا يعنى التنظيم «لأن حركة التحرر الوطنى فلسطينية وليست مصرية»، ضارباً عرض الحائط بميثاق «صلة الحركة بالجماعة»، ربما السياسة تغلب المصالح عن المواثيق. لم تنكر «حركة حماس» يوماً اعتزازها بالانتماء لجماعة الإخوان التى خرجت من رحمهم منذ ما يقرب من 28 عاماً، منذ أن قام سبعة من كوادر وكبار قادة «الجماعة» باجتماع فى فلسطين ليعلنوا عن حركة المقاومة الإسلامية، إلا أن اتهام «الحركة» فى بعض الأعمال الإرهابية فى مصر، ومن قبلها اتهامها باقتحام السجون فى مصر إبان ثورة 25 يناير جعلها تغير مسار تصريحاتها بما يتناسب مع المواقف الحالية، خاصة أن كبار قادة الجماعة فى مصر متهمون أيضاً بالتخابر مع حماس بإرسال مجموعات من عناصر التنظيم الإرهابى إلى «غزة» لتلقى تدريبات هناك على كيفية مهاجمة أفراد الشرطة والجيش.