يقولون إن «التالتة تابتة» ويا رب تصدُق المرة دى.. ويقولون أيضا: «لكل شخص نصيب من اسمه»، غير أنه يبدو أننى قد «طمعت» فى كل ما يعكسه اسمى من معانٍ على «العبد الفقير»!! اسمى «صابر راضى المنسى»، من آحاد الناس «وأنا نموذج حى لمعنى اسمى».. أعمل فى إحدى الإدارات بوزارة خدمية وأتقاضى 728 جنيها مرتبا شهريا إلى جانب 29 جنيها شهريا قيمة نصيبى من منزل فى «دير الملاك» -أقطن إحدى شققه (أوضتين وصالة وعفشة ميه)- تقاسمت وراثته مع شقيق يكبرنى بخمسة أعوام وشقيقة تصغرنى بعام واحد فقط.. بخلاف 447 جنيها تتقاضاها زوجتى عن عملها وكيلة إدارة بديوان عام المحافظة!! أعول ثلاثة أبناء تخرج أكبرهم منذ 4 سنوات فى كلية الزراعة ولا يزال يبحث عن عمل بعد أن أجبرته «مشقة السهر» كل ليلة على ترك «البنزينة» التى كان يعمل بها لتلحق به شقيقته التى تصغره بعامين وتقف بجواره فى طابور العاطلين بعد أن تخرجت فى كلية الآداب قسم «لغات شرقية» ولم يشفع لها تقديرها (جيد جدا) -الذى حصلت عليه طوال دراستها- فى تعيينها معيدة بالكلية.. أما أصغر الأبناء الذى يحلو لمعظم الأسر المصرية وصفه بأنه آخر العنقود على الرغم من أننى وأمه نعتبره «غلطة» فهو فى «الإعدادية»! 1204 جنيهات هى كل ما نحتكم عليه شهرياً.. ولن أشكو من الكابوس الذى يلاحقنى بدلاً من أن يكون حلماً ناعماً عندما أتخيل أن أحداً من شباب الجيران أو العائلة قد يتعمد فى يوم ما خفض صوته وإظهار مدى توتره أمامى عندما يطلب منى موعدا لشرب القهوة والحديث فى موضوع شخصى يتعلق بابنتى، فمن أين لى بمصاريف «الجهاز والفرح»؟! لن أصرخ عندما أفكر: كيف سأوفر للباشمهندس «ابنى» شقة الزوجية أو على الأقل تدبير «المهر» الذى سيكون مطالَبا به فى يوم من الأيام إذا أكرمه الله سبحانه وتعالى ب«عروسة» بعد أن يجد عملا؟ أما «آخر العنقود» فسيتولاه «رب كريم»!! فى يناير من عام 2011 لم أتمالك نفسى وأنا أستمع لهدير حناجر الملايين وهى تهتف: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، ووقتها تفاءلت بأن مشكلتى قد انتهت؛ فالعدالة الاجتماعية ستتحقق.. والعيش سيتوافر، أما الحرية فلها «ناسها»، وكنت من بين من يقولون عنهم «حزب الكنبة»؛ فلم أشارك فى ثورة يناير أو الاستفتاء على الإعلان الدستورى الذى صدر بعدها!! فى الانتخابات الرئاسية كنت من بين الذين منحوا أصواتهم ل«الدكتور محمد مرسى عيسى العياط»، ولم لا؟! فهو مرشح «الناس بتوع ربنا» والذين تعهدوا بأن يحملوا الخير لمصر.. وكنت غاضباً ممن عُرفوا باسم «عاصرى الليمون»، ولم تمضِ شهور قليلة إلا وكنت من بين الناس الذين اختاروا «الجنة» وقالوا «نعم» للاستفتاء الذى أعدته لجنة تشكلت «على كيف مكتب الإرشاد»!! عام كامل قد مر ولم يتحقق شىء، بل والأسوأ أن «مصر بمواطنيها وأرضها وكرامتها وثرواتها بل وأيضا سلطاتها وبابا غنوجها» لم تكن فى ذهن محمد مرسى العياط، واكتشف الشعب أنه يُحكم بعصابة تختبئ فى «وكر المقطم» وأن كل أفرادها بلا استثناء «تكذب بنفس السهولة التى تتنفس بها»!! فى 30 يونيو الماضى شاركت الملايين فى ميادين مصر وفوضت «السيسى» فى مواجهة إرهاب «الإخوان»، سواء فى القاهرة أو سيناء أو فى أى محافظة أخرى.. وأنتظر بفارغ الصبر يوم 14 يناير المقبل لأقول «نعم للدستور»؛ فبالتأكيد «التالتة تابتة» ويتحقق العيش والعدالة الاجتماعية!! بصراحة، إن كل ما يشغلنى حقيقة هذه الأيام أن استهلاكنا من الشاى والسكر قد تضاعف خلال الشهرين الماضيين باعتباره المشروب الذى اعتدنا تقديمه إلى الجيران بعد أن ينجحوا فى إنهاء الخلاف الذى ينشب بينى وبين زوجتى مرتين على الأقل أسبوعيا بسبب عدم كفاية مصروف البيت!! أعتذر عن عدم إكمال قصتى؛ فقد حان الموعد الأسبوعى لزيارة ابنى الأكبر الذى يقف فى طابور العيش أمام الفرن.. وابنى «آخر العنقود» الذى يقف فى طابور البوتاجاز!!