هل يمكن تسمية وجبتك الغذائية اليومية بالوجبة الصحية؟، يتردد الكثيرون قبل الإجابة عن هذا التساؤول نتيجة لإفتقار معظم المصريين لثقافة التغذية الصحية و متطلباتها؛ ما أدي لوصول نسبة الوفيات بين الأطفال سنوياً ل 11% و خسائر بلغت 20 مليار جنية نتيجة نقص التغذية، بحسب إحصاءات حديثة لمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار. متي يمكننا أن نطلق علي الوجبة الغذائية بأنها " صحية"؟ يجمع خبراء التغذية علي أن الوجبة اليومية يجب أن تحتوي نسبة من المواد النشوية و الدهون الفيتامينات، وهي العناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم يوميا. و أن يحقق توازناً بينها فمثلا تناول بعض الأطعمة الغنية بالدهون يحتاج لتناول نوع آخر من الطعام خالي الدهون لمعادلة الكمية الكلية المتناولة منه. لم يختلف إثنان من خبراء التغذية علي ضرورة أن يحتوي النظام الغذائي اليومي علي الخبز ومنتجات الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان واللحوم ومنتجات الدواجن والأسماك مصادر البروتين الأخرى. فهل حقاً نحرص علي هذا التنوع يومياً في وجباتنا اليومية؟ في محاولة للتفسير ضعف إقبال المصريون علي الغذاء الصحي ، قال الدكتور نبيه إبراهيم ، مدير مركز معلومات سلامة الغذاء، إلي بوابة " الوطن" أن الوجبة الغذائية للمواطن المصري ينقصها التوازن بين عناصر التغذية الضرورية للجسم يومياً ؛ ما أدي لتناول كميات كبيرة من الأغذية غير الضرورية للجسم انتهت بزيادة الوزن. " أطالب وزير التربية و التعليم بضرورة تضمين مناهج تعليمية عن التغذية السليمة بالمقررات العلمية" ، أضاف مدير مركز سلامة الغذاء مشيراً إلي أن وجود المناهج الدراسية دون معلم لديه ثقافة التغذية السليمة لن يجدي حتي يرتبط التعليم بالواقع المعيش. يعمل مركز سلامة الغذاء علي التوعية بالغذاء الصحي بطرق مختلفة ، بحسب قول دكتور نبيه من خلال ما يسمي ب " المطبخ التجريبي"يناقش مع ربات البيوت بالمحافظات المختلفة طرق عمل وجبات صحية بشكل مختلف ما يؤدي لتحول المعلومة لنمط حياة دائم. مع التشديد علي نشر ثقافة " إنتاج بعض المنتجات الغذائية في الحيز الممكن و المتاح" ، بتشجيع المزارعين و المواطنين لإستغلال المساحات المجاورة لهم لزراعة محاصيل زراعية مفيدة علي مساحات صغيرة. أشار الدكتور نبيه إلي أن مصر لا تعاني نقصاً في الغذاء بقدر ما تعاني من كيفية إستخدام الأغذية المتاحة علي نواحي صحية ، في نفس الوقت يتلهف الكثيرون علي المعلومات الغذائية السليمة و يلتزم بها في حال تلقيها؛ ما يلقي المسؤولية علي عاتق الدولة لتوحيد الجهود من أجل نشر ثقافة الغذاء الصحي في مصر. علي جانب آخر ، تري رنا عرفة ، إستشاري التغذية ، أن ضعف إقبال المصريون علي الغذاء الصحي يرجع لنمط الحياة اليومية الذي لا يسمح للمرأة بالجلوس بالمنزل و طهي الطعام بل الإعتماد علي الوجبات السريعة، بخاصة بعد إنتشار المطاعم التي تقدم وجبات أجنبية لم يألفها المجتمع من قبل. و أصبح إهتمام الأسرة جني الأموال أكثر من التفرغ لطهي وجبة صحية. " التثقيف يبدأ برغبة الأشخاص في التعرف علي النمط الغذائي الصحي" ، أضافت عرفة في إشارة لضرورة بحث الأفراد عن المعلومات الضرورية لتوفير وجبة غذائية صحية بدلا من إنتظار مجيء المعلومات إليهم؛ حفاظاً علي صحتهم التي لن يهتم بها الآخرين بقدر إهتمامهم بها. تعد الوجبات المقدمة من المطاعم أحد أسباب الخلل الصحي بالوجبات الغذائية؛ نتيجة لغياب الرقابة الدورية علي المطاعم كما ذكر محمد نور الدين، المدير الأسبق للرقابة علي الأغذية بوزارة الصحة، مشيراً لضعف الأجهزة الرقابية علي المطاعم لضعف التأهيل العلمي للمراقبين؛ ما جعل أدي لوجود العديد من النداءات بضرورة إنشاء كلية علوم زراعية تابعة لإحدي الجمعات المصرية، يتخصص خريجوها في دراسة جميع الجوانب المتعلقة بالغذاء. أشار نور الدين للتطبيق الصارم للقوانين علي المطاعم المخالفة دون تهاون، و في نفس الوقت تعمل الدولة علي تأهيل أصحاب المطاعم بمختلف أنواعها علي تقديم الأطعمة بطرق صحية سليمة، موضحة أن الغذاء الصحي يزيد من العائد التجاري للمطعم. في الوقت ذاته ، أعطي التقرير الأخير لمرصد الغذاء المصري ، تفسيرات مختلفة لتدني المستوي الصحي لوجبات المصريين الغذائية، فوفقاً لإحصاء خلال الفترة من إبريل إلي يونية الماضي ، أوضح المرصد التابع لمجلس الوزراء أن إرتفاع و تذبذب الغذاء إلي الإعتماد الكبير للأسر الأكثر إحتياجاً علي الغذاء الرخيص ذو السعرات الحرارية المرتفعة. أضاف المرصد بأن النمط الإستهلاكي للأسر إتسم بضعف التنوع الغذائي وزيادة إستهلاك الحبوب و الخيز لنسبة 100% علي مدار الإسبوع، بينما تتناول الفاكهة مرة إسبوعياً. أما اللحوم و الدواجن و الأسماك تلجأ لها الأسرة أقل من مرة في الإسبوع. ما يستتبع آثار غذائية سلبية.