بعد يوم عاصف وملبد بالغيوم والأمطار الغزيرة يوم الجمعة الماضى، فوجئ طبيب القلب بخسارة أغلبية مرشحى الإخوان، الذين دعموه فى الانتخابات الأخيرة بدار الحكمة (نقابة الأطباء)، بعدما مُنيت القائمة «الإخوانية» بهزيمة قاسية وغير مسبوقة. أصبح النقيب الدكتور خيرى عبدالدايم، نقيب الأطباء، وحده بلا دعم من مجلس النقابة بعدما فاز المرشحون على قائمة الاستقلال وفاز مستقلون ليشكلوا الأغلبية بعد فوز ساحق، وتراجع تمثيل حلفاء «عبدالدايم» من الإخوان فى مجلس النقابة وأصبحوا أقلية غير مؤثرة. انتخابات التجديد النصفى بنقابة الأطباء تُعتبر الاختبار الحقيقى الأول الذى تخوضه الجماعة «المحظورة» بعد 30 يونيو، وقد خسرت الجماعة فيها مقاعدها فى النقابة التى لطالما كانت تشكل نسبة مرتفعة من أعضاء مجلسها لأكثر من ربع قرن من الزمان، وهو ما ينظر له الكثيرون على أنه مؤشر دال على اتجاهات الرأى العام الجديدة، فى انتخابات النقابات، ومؤشر إلى نتائج الاستفتاءات والانتخابات التى تنتظرها البلاد. وُلد الدكتور خيرى عبدالدايم فى 5 فبراير عام 1937، وكان متفوقاً منذ صغره، وحصل على المركز الرابع فى التوجيهية (الثانوية العامة) على مستوى الجمهورية عام 1953، وحصل على بكالوريوس الطب وكان ترتيبه الأول على دفعته بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى بطب قصر العينى عام 1959، ويعتبر أول من يحصل على تقدير ممتاز (فى التقدير العام) فى تاريخ هذه الكلية العريقة، كما نال أيضا دبلوم الأمراض الباطنية بتقدير ممتاز عام 1962، ومنحته الدولة جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الطبية، وحصل على زمالة عدد من كليات الطب فى أمريكا وبريطانيا، ووصل إلى عرش نقابة الأطباء فى أكتوبر 2011 بعد ترشحه على رأس قائمة «أطباء من أجل مصر» المحسوبة على الإخوان. تجدر الإشارة إلى أن «تيار الاستقلال»، بعد فوزه بأغلبية مجلس النقابة، صار من حقه إعادة تشكيل هيئة المجلس واختيار أمين عام وأمين مساعد وأمين الصندوق ومساعده ووكيل النقابة بدلاً من الإخوان، وكان الدكتور جمال عبدالسلام، القيادى الإخوانى، يشغل منصب الأمين العام، لكنه محبوس حالياً على ذمة قضايا جنائية. ووفقاً لنشطاء نقابة الأطباء فإن «عبدالدايم» عليه أن يحتوى المجلس الجديد وأن يتأقلم مع الأوضاع الجديدة، ورغم إعلانه الدائم عدم الانتماء للجماعة وتدليله على كلامه بالإشارة إلى أنه وافق على الانضمام لعضوية لجنة الخمسين لتعديل الدستور بالمخالفة لموقف الإخوان، كما أنه وقف ضد رغبة أطباء «الجماعة» لتأجيل الانتخابات التى كان من نتيجتها الإطاحة بالإخوان ليصبح الرجل نقيباً لا يحظى بأى غطاء من الحلفاء، فإنه فى انتظار مصيره المحتوم فى الانتخابات المقبلة على مقعد النقيب ليلحق، ربما، بحلفائه السابقين لينهى الأطباء أسطورة سيطرة الإخوان على النقابة.